العائق أمام التغيير/ باب إبراهيم

العائق الحقيقي أمام التغيير حتى الآن هو الخلط بين الوطني الكلي، والوطني الجزء، وافتعال صراع بين أجزاء الوطن، والوطن ككل، الصراع الإيديولوجي، ومع أول تحول في السلطة عرفه البلد "الجهة"، ثم الصراع القومي الحركي، فالعرقي، فالصراع المدني العسكري، ويستخدم في ظله السلاح العرقي والشرائحي بشكل مقصود..، هذا فضلا عن تشتت المعارضة..

فمن الغريب وجود مشاريع شعارها التغيير، ومن المفترض أنها تنشد هدفا ساميا، ومشتركا، ويمكن التوحد من أجله ومع ذلك تجد أصحاب تلك المشاريع أقرب للتناقض والتنافر منهم لأي شيء آخر..

على الحالمين بالتغيير إجراء تقييم شامل، ومراجعات حقيقية، تبدأ من الخطاب، وتنتهي بميثاق شرف يضمن وجود علاقة جيدة بين الحالمين، ويؤسس لأرضية مشتركة يستظل أصحابها بشعارات الحرية، والديموقراطية، والتغيير، والبناء، والازدهار، والعيش الكريم..

ومن الخطأ أن يتحكم النظام أو المنظومة في الخطاب المعارض، والعمل النضالي، وذلك بتصميمه حتى يكون مجرد رد فعل على السلطة أو المنظومة..، والخطأ الأكبر هو تمييع العمل الوطني والنضالي من طرف السلطة، وتعمد ذلك بخلق كياناتها، ورعايتها، وتشجيعها..

فتشوا في أنفسكم قبل التباكي على التجارب الناجحة للآخرين، زادهم الله من فضله..

اللهم بارك لهم ولا تحرمنا.