أهل هذه الأرض جبلوا على حب النبي/النائب محمد المختار ولد محمد الحسن

بسم الله الرحمن الرحيم

 اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد النبي الامي الهاشمي العربي البشري الادمي الرؤوف الرحيم عظيم الشان خير بني عدنان مليء الجنان بالايمان ذي الاحسان و المروءة و العرفان المتخلق بالقرءان و محرر الانسان من ظلمات الخذلان و باني الاوطان 

خير الخلق و صاحب الحق و حسن الخلق و الخلق حبيبي و شفيعي و قرة عيني و شفاء قلبي و دواء عطبي الذي هو اغلى و احلى و اعلى من و لدي و زوجي و امي و ابي حبيبي رسول الله محمد بن عبد الله خاتم رسل الله و صفوة الله من خلق الله و على ءاله و صحبه الطيبين الطاهرين الغر الميامين و على التابعين و تابعي التابعين باحسان الى يوم الدين 

و بعد ،

 فقد تابعت هذه الايام نقاشات حادة مستجدة وليست بجديدة وصلت لحد الجدال بين مؤيد للاحتفال بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صاحب الكرم والجمال ؛

و بين معارض له في كل الاحوال و الاقوال و الافعال 

و الحقيقة ان هذا الخلاف لم يبدأ من اليوم و لا الامس القريب بل هو خلاف قديم . 

و العلماء ذهبوا فيه الى مجيز و غير ذلك .

  اما بالنسبة لي شخصيا ، فانني ارى و الله وحده ولي التوفيق و التعويض و إليه المنقلب و التفويض ، اننا متفقون جميعا على حب النبي صلى الله و سلم و ان الدافع الوحيد وراء الخلاف هو حب النبي صلى الله عليه وسلم خوف ان يبتدع في سنته صلى الله عليه وسلم ما ليس منها هذا على قول الرافضين  

وذلك الحب نفسه هو الذي دفع مؤيدي الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم حبا له واحياء لذكراه وتذكيرا بسنته وما اولاه من نعمه مولاه .

اذن فلكل منا دوافعه وكيفية تعبيره عن حب النبي صلى الله عليه وسلم . 

فمن شاء أن يظهر حبه صلى الله عليه و سلم بالاحتفال فليفعل و من ارادها بالشعر فليفعل ومن ارادها بحلق ذكر الله و مدحه صلى الله عليه و سلم فليفعل . المهم ان يكون الاحتفال خاليا من المحارم المعاصي بجميع انواعها اختلاطا كان ذلك او تعاطيا ما لا يرضي الله و رسوله ؛ فليكن الاحتفال ان كان بحبه صلى الله عليه و سلم دروسا من السيرة النبوية العطرة إحياء للسنن و تذكيرا بنعم الله على خلق الله و إرشادا للتعاون بالبر و التقوى و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و تذكير الناس بشمائله صلى الله عليه و سلم و لطفه بالناس و رفقه بالأمة و مداعبته للصغار و إرضائه للكبار و حبه للفقراء و المساكين و كرمه و حزمه و شجاعته و صبره و صدقه و أمانته و عفته وخلقه وخلقه صلى الله عليه و سلم و بارك و كرم و عظم و زهده و سخائه و غضبه في الله و حلمه عن المخطئين و تبشيره برحمة الله و عدم تنفيره لعباد الله من دين الله و معاملته لنسائه و جيرانه و اهله و رفاقه و المسلمين وغير المسلمين و كذالك سيرة اصحابه رضوان الله عليهم جميعا ، حبهم له و تصديقهم و تكريمهم له ائتمارهم بامره و انزجارهم بنهيه و زجره و تسابقهم في فعل الخيرات و المأمورات و البعد عن المنهيات و المنكرات . وكذلك معاملاته معهم و ارضاؤه لكل واحد منهم على حده . 

إن أكثر ما يحتاجه أبناء هذا الزمان و هم على ما هم عليه من غواية و انحراف و معرفة أشياء كثيرة لا تنفعهم و لا ترفعهم بل تضرهم و تهوي بهم إلى ما لا تحمد عقباه لا قدر الله، أكثر ما يحتاجون إليه اليوم هو تذيكرهم بهدي النبي صلى الله عليه و سلم و تعريفهم و ربطهم به و تشويقهم إليه و إلى أفعاله و أقواله و سلوكه و أخلاقه و أوامره و نواهيه و حياته و حياة أصحابه صلى الله عليه و سلم .

إن أبناءنا و بناتنا اليوم مدمنون على الإنترنت (اسناب شات و افيس بوك و تيك توك و يوتيوب)وغير ذلك من المواقع التي يتخذونها مرجعية في حياتهم الخاصة و العامة ، تجدهم يرقصون ويتمايلون كالمتخنثين ؛ يحصون أسماء اللاعبين و الفنانين و المطربين و الممثلين و إن سالتهم عن نبي الرحمة و شفيع الأمة و الخلفاء الراشدين أجابوك ب كريستيانو و مسي و غيرهم من مشاهير الكرة أو الفنانين .

  

إخوتي الكرام إننا نحتفل بأعياد ميلادنا و برأس السنة و بعيد الأستقلال و بمناسابات كثيرة حتى بحفل تخرجنا ؛ و لا نرى ذلك من الخطيئة في شيء .

 أَوَ لا يكون الإحتفال بدعة إلا عندما نحيي ذكرى مولد حبيبنا وشفيعنا و سيدنا و قائدنا و قدوتنا ؟ من هو أغلى من أمهاتنا وآبائنا و أبنائنا و أنفسنا و أموالنا حبيبنا و حبيب الله ، رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟؟؟؟؟؟؟

إخوتي الكرام ! رجاء ذكرونا برسول الله و زوجاته الطاهرات و أبنائه البررة و أصحابه الطيبين رضوان الله عليهم أجمعين .

 إخوتي الكرام ذكرونا بأمجاد أمتنا العظيمة و تاريخ ديننا الحنيف ، 

و أحيوا فينا نخوة و أخوة و تضامن و مساواة و عدالة الإسلام ، و حلاوة و اطمئنان و سعادة الإيمان ، و ذكرونا بأن بلالا كان أسودا وأن محمدا رسولنا صلى الله عليه وسلم و إسلامه الذي جاء به من عند ربه هو من ءاخى و ساوى بينه و بين أسياده في الجاهلية و أعقتقه و حرر المستعبدين و المظلومين من الرق و العبودية و الهوان ؛ فأصبح بلال أغلى و أعلى و أرقى من أسياده و مثالا يحتذى .

 إخوتي الكرام إن الامة الاسلامية اليوم لا تحتاج إلى من يثير لها الخلافات في الاحتفال بمولد نبيها و يشككها في ذلك بقدر ما تحتاج إلى من يوحد كلمتها و يرفع رايتها ويحببها ويقربها من نبيها صلى الله عليه و سلم 

 إن لدينا الكثير من المشاكل و الخلافات الجوهرية و قلة فهم الاحكام الصحيحة الأصولية و الفروعية ، و القصور في إسقاط الإجتهادات الفقيهة المناسبة على النوازل الطارئة المعاشة  

و التخلف عن ركب الامم و التمسك بالعصبية و الابتعاد عن الدين و اللوذ بالاعذار الواهية و العجز عن تأمين حاجيات أمتنا و اعتمادها على نفسها و جعلها قادرة على تخطي جميع التحديات و اخذ زمام المبادرة دون تبعية أو خوف ، ومسايرة الحياة مع الجميع دون التخلي عن دينها أو حب نبيها و الاقتداء بهديه و شرعه صلى الله عليه وسلم و جعل العالم ينعم بنعمة هذا الاسلام العظيم و يقدر نبيه الكريم ، و الابتعاد عن زرع الفتن بين الشعوب لمصالح ضيقة أو مفاهيم مؤولة واهية 

نعم لدينا ما هو أولى من إشغالنا وإلهائنا بالخلافات المفبركة عن الاحتفال بمولد نبينا صلى الله عليه و سلم و إظهار حبنا له و تعليم ذلك لأبنائنا وبناتنا وتوريثه لهم . نحن أمة اعزنا الله بالاسلام ومهما ابتغينا العزة بغير الاسلام أذلنا الله ثم إنه لايمكن بأي حال من الاحوال أن نظل هكذا دائما كلما اقترب مولده صلى الله عليه و سلم أعدنا نفس الخلافات و نفس الحديث و يأتي أقوام جدد كأنهم لم يسمعوا هذا الخلاف من قبل فتنشغل الناس عن ذكرى نبيهم صلى الله عليه و سلم بل و تنشغل عن التحديات الجسيمة المطروحة للامة .

دعوا للناس أمورهم و أفسحوا لهم في اختلافاتهم و انشغلوا بحلحلة المشاكل الجوهرية .

ليت أمتنا فهمت نقاط ضعفها و عرفت أولوياتها فاستنهضت هممها وتركت الخلاف وراء ظهرها . 

ترى هل تصحو و تفيق أمتنا يوما قبل فوات الاوان ؟

 

فداك بأبي أنت و أمي يارسول الله عليك أفضل الصلاة و أتم التسليم.