حين يتسبدل شرع الله بقانون الغابة والحرب الإعلامية/الشيخ حمدن آب

هذه قصتي  ألم الظلم يجعلني أسردها ولو مكرها 
ولدت في هذه الأرض وسمعت الكثير منذ بدأت أعي الأمور وأنا في السنة الثانية من الإبتدائية  , إيماني بالله الفطري وخوفي  جعلني اتحسس مصيري الأزلي كل ما سمعت مايرعبني وفوق مستوى عقلي في تلك الفترة  أتذكر في أيام المدرسة  الإبتدائية خرجت من الفصل مرعبا  حين أخبرتنا المعلمة أن الناس يقفون في الحشر في يوم كان مقداره  خمسين  ألف سنة جئت إلى والدتي أسألها عن مصيري قالت نحن مسلمون وسنكون تحت ظل العرش إن شاء الله وبفضل الله وأنت لم تبلغ الحلم بعد ولاتخف هدأت قليلا ،
عاودني الرعب  حين قال لي أحد زملائي أنتم الفنانون مصيركم النار والفنان يعلق بلسانه يوم القيامة بحثت عن الأمر فوجدته   افتراء  ووجدته حديث الإسراء الذي قال البخاري ومسلم عنه ماقالوا رجعت  لزميلي الصغير راوي  الحديث وضربته حتى أخرج نفسه من سند ذلك الحديث وقلت له أنت تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 
قيل لي أن سورة الشعراء تديننا وذهبت للمصحف  متسللا وقلبي يخفق لأنه يطلق علينا بالعاميه  الشعار وقرأت حتى آخر السورة الآية  الكريمة والشعراء يتبعهم الغاوون إلى وصلت إلى إلا الذين آمنوا اطمأننت في نفسي وقلت الحمد لله وان ذيك الساعة مانبرم تافلويت گاع هههه
في أحد  الأيام رجع الرعب حين قرأت قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي  وظننته لقصر فهمي الغناء وحين  شرح أستاذي الفاضل  الآية  الكريمة رجعت الطمأنية وتبين أنه دعوة لصحابة  رسول  الله عليه الصلاة والسلام 
قال لي أحدهم يوم من الأيام  المرأة  لا ترفع صوتها ولو بالذكر قلت هذا حديث صريح للأسف ليتضح لي في ما بعد أنه ليس بحديث  قلت في نفسي لماذا يكذبون علي أليس الكذب حراما ؟!
لأنهم أفزعوتي  بأقوالهم المرعبة ووعيدهم  المتجدد   عشت مراحل طويلة  من الحزن والانكسار جعلت هدفي الأول  مواصلة الدراسة  لأعمل  بعيدا عن الخوسيقى والغناء بعيدا عن هذا الوعيد حصلت على شهادة الباكلوريا وبدأت ميولي  الموسيقية تتضح ولكن في نفسي شيء يؤلمني عزمت على أن أكمل الجامعة لأجد التوظيف فالمُشرِّع يرعبني كل يوم بحديث نبوي يتضح لي بعد البحث أنه ليس بحديث أو أن به ضعفا لم أجد آية قرآنية صريحة ولا حديثا صريحا لاخلاف على سنده ومتنه وفهمه كحديث المعازف الذي أورده البخاري  معلقا وضعفه إبن حزم ولولا أن لم يكن به علة لماقال بخلاف مقتضاه علماء كثر من المحدثين والأئمة كالعز ابن عبد  السلام وابن حزم وحجة الإسلام الغزالي والفاكهاني وغيرهم من من يقصر المقام عن ذكره و الشيخ سيد المختار الكنتي ومن المتأخرين  بعد ذلك يوسف القرضاوي  العلامه حمدا  ول اتاه محفوظ ول محمد لمين والمغامسي إمام مسجد  قبا والجعفري وإمام المسجد النبوي وغيرهم كثر والكثير الكثير كيف لكل هؤلاء أن يخالفوا  أمر رسول الله جهارا نهارا لايعقل طبعا !
 عندها أدركت أنه قانون الغاية يطوق شرع الله وأن هناك خللا يجب تصحيحه 
قال لي أحدهم وأنا طفل صغير والدك حج عندما سأل  الرئيس تذكرة الحج ملمحا إلى المسألة كتمتها في نفسيى وحين رجع والدي إذا بسيماهم من أثر السجود بادية في جبهته  وإذا بالجيرة  الطيبة من أهل العلم والصدق والتي لاتخاف في الله لومة لائم تهنئه على حجته وإذا بالكل بعد ذلك وفي أيامنا هذه يسأل الرئيس ومؤسسات الدولة والشركات أن يحج ،
سمعت حديث  المفلس في مرحلة كنكور طار قلبي فكلمة شتم هذه ردتني إلى غرض الشمت بحثت في دفاتر والدي واغناه فلم أجده يشتم أحدهم في شعره وهو المحبوب في مدينته  رجالا ونساءا  علماء ومثقفين ونسوة طيبة تميزن بالستر والتعبد وهو المشاء إلى المسجد حتى أنه يضل عن الطريق لعامل السن وضعف البصر ولا أزكي  على الله أحدا ويذهب إلى المسجد خلسة بعد أن نحذره من خطر أن يضل الطريق (تبارك الله أحسن الخالقين ) ختم الله له الحسنى وتقبل منه إنه الكريم المجيب 
لاحقا عندما أكملت دراستي في الجامعة  اتضح  لي أن الوظيفة  في بلدي لابد لها من الإلحاح في المسألة وتفرض على صاحبها لقلة راتبها أن يكون (متفگرش اشوي  ) بكلام  أهل موريتاني وأنا أفضل اتفگريش في الفن والردات وش اعل بابُ دون أن يترتب لى حق لأحدهم !!!
 بعد أن كبرت ووجدت أن ما أرعبني به  بعضهم وأنا لم أكبر بعد مجرد تصرف غريب غريب غريب لم أستوعبه بعد وأن هناك خلاف  بين جهابذة العلماء وأن المسألة لم يصدر فيها نص صريح شافي لامراء فيه لا في القرآن ولا في السنة النبوية حسب الكثير من أهل الإختصاص ولو كان صدر لأقلع الجميع وأن الله فصل لنا من الدين ماحرم عليناوأن الرسول الكريم قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي بدأت أسترعب الفكرة
طبعا لاينكر أحد أنه عندنا يقترن أي عمل بالفواحش يصبح محرما فلو استخدمنا المسجد حاشاه للفواحش لحرم علينا دخوله والكثير الكثير منا يمارس مالاينبغي هداه الله وغفر له 
اليوم في إطار حديث مع أعز أصدقاءي قال لي يالشيخ أنا فاهم الموضوع ومتأكد تماما بأن كل مايقال القصد منه هو سد الذريعة لارتباط الموسيقى  في زمن معين بالخمر والمجون وفساد المجتمع للأسف وفي زماننا هذا أيضا 
قلت بالله عليك ياصديقي أتسد الذريعة بطردي وطرد أهلي من رحمة الله وباعتماد أحاديث والتستر على كونها لايعتد بها لضعف في السند أو المتن ؟
أتريد بعد القرآن والحديث مصدرا ؟ أتعلم أن من يقفون في ساحات المدرسة ويسوموننا بسيء القول قد أصابوا أبناءنا الصغار بذعر فكري وذهني  ونفسي كبير جدا  وأن تأثيره عليهم قد يكون منفرا لا مرغيا ؟
أين هي الدعوة بالموعظة الحسنة لماذا يطبقها خير البشرية ونتعداها نحن  بالطرد من رحمة الله هل نحن أكثر حنكة في الدعوة من الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم  الذي يقول  مابال أقوام ؟
سيضحك صديقي ويقول لي الهيه عني آن بعد ماسميتكم ههه
حين نطبق الإسلام الحقيقي سنؤمن حقا ونحب لأخينا المسلم -ولو كان إيگيو فالحديث لم يفرق بين الإخوة -مانحب لأنفسنا ، سنبتسم في وجه من نلتقي دون مردود مادي لأنها صدقة وسندعو الله في آخر الليل أن يهدي الجميع وسنصلي في المسجد  لا نخاف على نعلنا  في الخارج ، سنستعمل الأدوية والمواد الغذائية دون الحاجة للنظر إلى تاريخها والخوف على جودتها ،
طبعا لا أعدد الإجرام كعذر لأن جرم   غيري لايبيح  لي أن أجرم وعذاب غيري لايخفف من عذابي شيئا 
حين نطبق الإسلام سيقدم علماءنا ومفكرونا المواعظ التي تمس  حياتنا اليومية في الشارع والمكتب والسلوك سيختفي النفاق والتملق وستوزع الزكاة  على الضعيف وسنبني وطننا الغالي سيقدم فقهاءها بدائل عن الربا ويرشدونا إلى معاملات إسلامية بديعة وستظهر براءة الإختراع هنالك وهم القادرون بفضل الله  على ذلك وتتم مكافأة أصحابها ..
نحن بحاجة  لكتاب على شاكلة كتاب الجابري ولنسميه تكوين العقل الموريتاني  وسندعم العالم بالفكرة وبالصناعة وبالعلم ولن نستمر في استيراد كل شيء وتصدير فتاوى منها ماهو للعامة ومنها ماهو للخاصة فالأمر متاح للجميع ويختلف عن التعيين  على أساس سياسي واجتماعي كما يقال  ، الأمر صادر عن من حرَّم الظلم على نفسه وجعله بينكم محرما ؛
 طبعا لايحتمل تعامل المسلمين ونقاشهم في أي موضوع أيَّ كلام جارح  فالمسلم من سلم الناس من لسانه 
حفظكم الله ورعاكم  وهدانا وإياكم لما فيه الخير وحسن  الخاتمة  فتلك الغاية الأسمى .