بين مغامرتين نيابيتين : دوافع الإحجام ودواعي الإقدام (الجزء 2) الخليل النحوي

تحدثت في جزء سابق عن جوانب معتمة من مغامرة نيابية سابقة، شكلت لبعض الوقت كوابح كدت أحجم تحت وطأتها عن خوض التجربة من جديد. لقد حملتني تلك الجوانب المعتمة على أن أتساءل مرارا: 
بأي وجه يسوغ لنا أن نكلف المجموعة الوطنية كل هذا العبء، إذا كنا غير مستعدين لحضور جلسات الغرفة النيابية والمشاركة في أعمالها إلا بنسبة محدودة، ترتفع عندما يحضر الوزير الأول أو بعض الوزراء دون بعض؟ وإذا كنا في حال الحضور غير مستعدين لتصحيح خطأ في نص قانوني أو لإخضاعه لدراسة تمهيدية أو لأخذ وقت كاف لمراجعته وتنقيحه؟ 
كيف يتسنى لنا، والحال هذه، أن نؤدي الأمانة، ونعين الجهاز التنفيذي الغارق في إدارة الشأن اليومي، والجهاز القضائي الذي ينوء بحمل القضايا العالقة؟ 
لماذا يكون الجهاز التنفيذي – مثلا – أحرص منا، في حدود طاقاته وخبرات موارده البشرية، على تحضير مشروع قانون ما، وتكون المبادرة النيابية في اشتراع القوانين غائبة، بل ويكون النواب غير قادرين أو غير مهتمين بتصحيح أو تحسين نص تولت عنهم السلطة التنفيذية عبء تحضيره؟ 
ما الذي يجعل الفنيين الذين يجتمعون حول نص ما في وزارة من الوزارات لا يجدون حرجا في نقد النص وتعديله، بينما يتوجس بعض النواب من نقد القانون والدعوة لتمحيصه خيفة اتهامهم بأنهم معارضون؟ 
ما الذي يجعل إدارة التشريع لا تتردد، بحكم وظيفتها، في إعادة مشروع قانون أو مشروع مرسوم من أجل تنقيحه ولو كان صادرا عن مجلس الوزراء، ويجعل السلطة التشريعية، بكل مكانتها الدستورية، تحجم عن ذلك؟
ما الذي يدفع بعضنا إلى اعتبار الحرص على إنضاج القانون وإحكام صنعته معارضة بحتة؟ 
متى يدرك بعض إخوتنا داخل الغرفة وخارجها أن أفضل دعم يقدمه نائب لنظام يسانده بصدق هو أن يكمل مجهود السلطة التنفيذية ويساعدها بوضع بصمة إتقان على نص قانون، أو أن ينقل بأمانة أصوات المواطنين ويدعو لحل مشكلاتهم؟ 
وما جدوى الغرفة أصلا إذا هي لم تبذل الوسع في تحقيق هذا الهدف؟ 
ما المانع – إن لم تؤد الغرفة مهمتها على الوجه المناسب – من أن نقتصد ما يصرف عليها ونقتصر على إصدار أوامر قانونية كما يحدث في النظم الاستثنائية؟ 
لقد شطبنا في ظروف معلومة غرفة ثانية، فما الذي يمنع من أن نشطب الغرفة الباقية إن هي لم تحمل الكَلَّ ولم تنهض بمهمتها على النحو المناسب؟ 
بطبيعة الحال، لست البتة من الداعين إلى ذلك، ولكنها طرقات على أبواب الضمائر هدفها الدعوة إلى أن تأخذ الغرفة النيابية الوحيدة الباقية كتابها بقوة، وأن تؤدي مهمتها بأمانة. وإلا، فما الذي يدعو صاحب رأي وحامل قضية إلى طرق باب الغرفة، أحرى إذا كانت آراؤه وأفكاره ومقترحاته مرشحة في الغالب لأن تذهب أدراج الرياح؟ 
ثم ما العمل إزاء مُنَفِّرات أخرى تتمثل في ما وُضِع من متاريس وحواجز في طريق السباق الانتخابي، بدءا بمنع الترشح المستقل، مرورا بندرة العرض مقابل كثرة الطلب، واكتظاظ المداخل المتاحة، وصولا إلى ما هو معلوم من انحياش كثير من حملة الأصوات وحراس المداخل الانتخابية إلى أهل الدثور ومن يستطيعون منح الأجور؟!
هكذا، بدا لي دخول السباق مع من يملكون من السلطانين (سلطان المال وسلطان الجاه الإداري والسياسي) ما لا نملك مغامرة غير محسوبة، فأنّى لنا أن نخوض السباق عزلا من أسلحته الأساسية في سياق ديمقراطي مقدود أصلا على غير مقاسنا أو على غير مقاس حاجتنا وقيمنا ومثلنا. 
فنحن عزل من سلاح السلطة، ليست لدينا عصا نلوح بها؛ وليس لدينا فردوس إداري نعد به؛ 
ونحن عزل من سلاح المال، فلسنا من أهل الدثور بخلاف ما يظن كثير من الناس (اللهم اجعلنا فوق ما يظنون)، ولا "برصة" لدينا لشراء الأصوات؛
ونحن عزل من سلاح النقد اللاذع، ومن المعلوم أنه سلاح له رصيده الجاهز من الأصوات. 
وإذا كان الأمر كذلك، فبأي الأسلحة نستطيع خوض هذه المغامرة؟ وأنى لمن لا يملك عيرا ولا نفيرا أن يناجز أصحاب العير والنفير في آن؟ 
وأنى لمن يحاول أن يسوق خطابا عقلانيا أن يجد زبونا في سوق يروج فيها الخطاب العاطفي والانفعالي والمصلحي الآني؟ 
***
تلك أمثلة من الأسئلة التي عززت عمل كوابح التجربة، وكادت تفضي بي إلى الإحجام عن إعادة الكرة، فما في كل مرة تسلم الجرة. لكنني - بالرغم من ذلك كله – وجدت ما يكفي من دواعي الإقدام بمشورة ناصحين وتشجيعهم، وبتعميق قراءة التجربة واستشراف الآفاق؛ فقد بدا لي النكوص تحت وطأة متاعب التجربة ومصاعب السباق أشبه شيء بالفرار من الزحف، أحرى إذا اعتبرنا أن العمل النيابي جهاد دفع وطلب لمن خلصت نيته، ونرجو أن نكون من أولئك. 
وكان من دواعي الإقدام أن الصورة التي رسمناها أعلاه عن التجربة السابقة هي صورة الجانب الفارغ من الكأس، وهي صورة لا تكتمل إلا بالنظر في بقية الكأس، وهنا أقر بأن التجربة السابقة، على علاتها، لم تخل من مؤشرات مبشرات تشجع على مواصلة هذا الضرب من الجهاد، فقد حدث تحسن نسبي تدريجي في مناخ العمل النيابي تحدثت عن جوانب منه في تقرير إعلامي مفتوح قدمته عن العهدة السابقة. وقد ظهر بعض خوارم العادات في تعامل الأغلبية وخصوصا الحزب الأكبر مع الحلفاء وبقية الشركاء، كما انخفضت في حالات كثيرة حدة خطاب المعارضة التقليدية، وبذلك شهدنا حالات من تحول الفرقاء المتشاكسين إلى شركاء متعاونين في مواقف أساسية، ونجحنا في بعض المناسبات، بجهد مشترك، في تعليق مسار بعض مشروعات القوانين المعلولة أو في إجراء مراجعات جوهرية في بعضها. وقد شهدت بيئة العمل خصوصا في شقها الرقمي تحسنا بينا، وشهدت الجمعية الوطنية إصلاحات جوهرية من أهمها تحسين النظام الداخلي، وتبليغ خطاب النائب ببقية اللغات الوطنية. وقد لقيت بعض مبادراتنا استجابة تبعث على التفاؤل، كما يشهد لذلك قبول مقترحنا بافتتاح دورات الغرفة وجلسات عرض برنامج الحكومة بالقرآن الكريم، والتعاطي بإيجابية مع ما يناهز عشرة من أصل نحو 60 مبادرة ومقترحا قدمتها داخل الغرفة، والتعامل بإيجابية أكبر، خلال دورتين، مع نحو 150 مقترح تعديل على النظام الداخلي، تقدمت بها وحظي معظمها بالقبول. وأود هنا أن أعترف، شاكرا ومقدرا، بأنني تعلمت من كثير من زملائي النواب الذين حملوا الأمانة بصدق وبذلوا الوسع في أدائها، وشكلوا – على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم – جانبا من تلك الصورة النموذجية التي كنت أحلم بها داخل الغرفة؛ صورة وجدت في الحلم بتعزيزها وتوسيع أبعادها حافزا لخوض المغامرة من جديد، لكن الحافز الأهم يظل الإحساس بأن الكوابح التي أشرت إليها أعلاه لا تعالج بالتوقف والاستسلام، وإنما بمحاولة التحرك إلى أمام. 
وعلى صعيد خدمة المواطنين، وإزاء وزراء ومسؤولين يصعب الوصول إليهم، أو لا يعيرون كبير اهتمام لتدخل نائب في قضايا ليس له فيها أي مغنم شخصي، أقر بأننا وجدنا آخرين تعاطوا بأريحية ومسؤولية مكنت من حل عدد مهم من مشكلات المواطنين، ولهم في ذلك كل الشكر والتقدير، ومن سلوكهم نستمد مزيد الأمل في مواصلة السعي في خدمة الناس. 
وإزاء متاريس وحواجز تبدو عقبات كؤودا أمام أي مشارك في السباق لا ظهير له من سلطان ولا من مال ولا من خطاب تجييشي أو تحريضي، رأيت، مع آخرين، أننا نستطيع أن نخوض السباق، كما خضناه من قبل، بدون مخيمات، بل وبدون مهرجانات، وبدون مسيرات، وبدون وعود براقة، معولين على اللـه سبحانه ثم على وجود فئة من المواطنين لا تشترط علينا ما لا نملك، وقد تشاطرنا مسعانا إلى بناء خطاب سياسي عقلاني لا ميوعة فيه ولا تشنج. 
وهكذا، توكلنا على اللـه فأقدمنا وخضنا المغامرة، بعون اللـه وتوفيقه، ثم بدعم ومؤازرة لفيف واسع من المناصرين والمناصرات، ممن نعرف وممن لا نعرف، لكن اللـه يعرفهم. 
وهنا أجد لزاما علي أن أتوجه بالشكر إلى حزب الجماهير (حكم)، وإلى من سعوا في الربط بيننا وبينه، وإلى أعضاء لائحته الوطنية وسائر لوائحه، وأن أزجي شكرا خاصا لقادة الحزب الذين أفسحوا لنا في المجلس، وكان بإمكانهم ألا يفعلوا، وكم وددت أن يكون لمرشحيهم الأفاضل حظ أوفر، وأن يأخذ الأخ الفاضل عالي عبد اللـه رئيس الحزب مكانا يناسب مكانته وحميد سعيه. وكم وددت، كذلك، أن تزدان الغرفة التشريعية بمرشحين آخرين ومرشحات أخريات أعرف من كفاءتهم وأهليتهم ما يجعلني آسف كثيرا لغيابهم من الغرفة، وذلك أحد عيوب الديمقراطية التي تتطلب منا نظرا وتفكيرا. 
ثم إني أجد لزاما علي أيضا – بعد حمد اللـه سبحانه – أن أتوجه إليكم أنتم أيها الرجال والنساء والفتيات والفتيان الذين محضتمونا ودكم ومنحتمونا ثقتكم الغالية، لأقول لكم: شكرا من القلب، كم هي ثمينة أصواتكم، شكر اللـه سعيكم وأعاننا على أن نكون عند حسن ظنكم في الصدع بالحق والدعوة إلى الإصلاح والسعي في خدمة العباد والذب عن حياض البلاد. 
وليكن لي أن أتوجه بتحية خاصة إلى مواطنة لم ألتق بها، ولم أتشرف بالتعرف عليها، بعثت لإحدى صديقاتها رسالة تقول فيها: "كنت قد قررت أن أصوت لفلان تلبية لرغبتك أنتِ، لكنني عدلت عن ذلك القرار، بعد أن استمعت إلى مقطع للمرشح، قررت أن أصوت له لا من أجلك ولكن من أجل رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم". يا للـه! ما أعظمه من وسام، ما أعظمه من شرف، وما أعظمها من خطة، أن يستشعر نائب ما أنه في الغرفة التشريعية من أجل رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم... شكرا لتلك المواطنة ولضريباتها وأضرابها ممن يريدون منا ويريدون لنا ما نريد منهم ولهم: أن نكون جميعا قرة عين لإمام المصلحين، الحبيب الأعظم صلى اللـه عليه وسلم. 
شكرا أيضا لذلك المواطن الذي لم أتعرف عليه بعد، والذي كتب يقول: "أذكركم – عزيزي – أن الكثير من الأصوات التي حصلتم عليها، حصلتم عليها لا لقرابة نسبية ولا لعلاقة قبلية أو جهوية، وإنما...". ما أعظم ذلك الحِمْل الذي تضعه على عاتقي بقية تلك الكلمات الطيبة... 
شكرا للمناصرات اللواتي أبدعن في حملة لا خيام لها ولا مهرجانات ولا مسيرات، ولا مقرات إلا النزر اليسير مما تطوع به متطوعون مشكورين. 
شكرا للشخصيات الوطنية، وللمثقفين، وللشعراء والناثرين الذين طوقوا عنقي بجميل ما أملته عليهم عين الرضا، فذكروني بكثير من نعم اللـه علي {‌وَإِن ‌تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّـهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ } [النحل: 18]، ومنها نعمة الستر الجميل، لا هتك اللـه عنا ولا عنهم ستره. وإني لأراهم في كلماتهم الطيبة يدعونني بأسلوب تربوي راق إلى أن أرتقي إلى مستوى الصورة الذهنية الجميلة التي رسموها لي بريشة حسن الظن وعين الرضا: 
ما كنت أهلا وهم رأوني ** لذاك أهلا فصرت أهلا.
ذلك ظنهم الجميل، وهو رجائي، وأرجو ألا يخيب.
شكرا أيضا للأطفال البرآء الذين بهرني انخراطهم في الحملة. لقد بدا في كثير من الحالات انخراطا شبه عفوي، وإن كان مؤطرا على الأرجح من قبل آباء وأمهات بعضهم لم نتعرف عليه بعد. لقد أثقلت أصوات الطفولة البريئة عاتقي، لأنني وجدت فيها رسائل ضمنية تذكرنا بجيل ناشئ يطلب منا بتلك الطريقة ألا نظلمه، ألاّ نحمله وزر تقصيرنا، وألا نورثه مشكلات لم يصنعها وإنما صنعناها نحن... إنه جيل يستحق علينا بذل أقصى الوسع لنترك له وطنا آمنا مطمئنا تتوفر فيه أسباب العيش الكريم، لا يحتاج أبناؤه إلى رحلة مغامرة لعبور الأطلسي أو لتسور جدار المكسيك.. وطنا لا يقول أبناؤه عندما نرحل: 
هذا جناه أبي عليَّ وما جنيت على أحد
شكرا لكل من طرزوا كرسي الإنابة بأصواتهم ودعواتهم، ولهم جميعا أقول: هنيئا لكم بنجاح مسعاكم، فالمقعد مقعدكم، وما أنا فيه إلا خادم لكم، فلا تتخلوا عني.. ابقوا إلى جانبي... شدوا من أزري... ساعدوني بمزيد من الدعاء بالتوفيق، ومزيد من النصح، ولا تضنوا علي بالآراء والأفكار والمعلومات التي تعين على أداء الأمانة التي حملتموني إياها مشكورين. 
***
وبعد؛
هل جربتم طعم الشاي بدون سكر؟ إنه طعم أقرب إلى المرارة أو الحموضة، وهناك – على ندرة – من يستسيغونه. وثمة من يستمرئونه بذرات سكر تجعله في منزلة بين الحموضة والحلاوة، أو بين المرارة والحلاوة. إنها المزازة. وبالطبع، هناك من يقولون: "ما شربناه إلا لحلاوته"، فيشربونه بجرعة سكر زائدة. 
في السباق الانتخابي – كما في أي سباق – سيدار الشاي الموريتاني بكل هذه الطعوم. 
شخصيا، وبالرغم من أنني لست ممن يستمرئون المر ولا الحامض ولا المز، فسأشرب تلك الكأس مُزة (بالزاي)، غير مسكرة ولا مفترة. وما يمنعني أن أستمرئ فيها "نكهة الحلو البارد"، أو الساخن الحلو، إلا استشعار عظمة التحدي والرهان، وافتقاد مرشحين ومرشحات كنت أراهم من ذوي الكفاءة والأهلية، والوعي بما يشوب ممارستنا الديمقراطية من نواقص وثغرات. 
لقد قال أحد المفكرين إن الديمقراطية تصبح أسوأ نظام حين تكون النخبة المؤهلة أقلية، وقد يكون ذلك واقع الحال في أي بلد تنتشر فيه الأمية، وتسود فيه الفاقة، وتضمر فيه الحصانة القيمية، وتسطو فيه الهويات الضيقة على الهوية الواسعة الجامعة. 
وبالرغم من ذلك كله، وإلى أن نتمكن من تفصيل الديمقراطية على مقاسنا (مقاس الحاجة والمثال)، أو نستنبط بدائل أفضل، تبقى هذه الطبعة المسودة من الديمقراطية – على علاتها – الخيار الأقل سوءا، أحرى إذا استطعنا أن نخفف من مضاعفاتها السلبية باستخدام قوالبها وأدواتها في أداء فريضة الشورى المكينة في ديننا وتاريخنا. 
لقد أعطتنا هذه الطبعة في تجلياتها الانتخابية، ممارسةً ونتائجَ، مخرجات لا ترقى إلى مستوى الطموح لكن، ومهما كانت وجاهة المآخذ والتظلمات - ولدينا منها نصيب - فإنه ليس أمامنا إلا أن نتمثل قوله تعالى: {فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ ‌وَكُن ‌مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ }، وأن ندعو لاستخلاص الدروس واستثمارها من أجل علاج النواقص وتحسين الأداء في أي فرصة قادمة، ولعلنا حينئذ نستطيع أن نحتسي كأس الشاي حلوة، لا مرة ولا حامضة ولا مزة. 
{وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي ‌مُدۡخَلَ صِدۡقٖ وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ وَٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰنٗا نَّصِيرٗا}