زيارة الحوض الشرقي تكشف مكنون الساكنة/ بادو محمد فال امصبوع

على الرصيف ترتفع اللافتات والصور وتنتظم الصفوف، الزغاريد والتصفيق يصمان الآذان، تتباين الأشكال والأجناس والأعمار، تختلف المطالب والآمال، بينما يتحد مسار الرؤية صوب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
وجوه ساكنة ولاية الحوض الشرقي بطبيعتها شفافة يصعب عليها إخفاء خطوط التجاعيد مهما تلونت بالمساحيق، وحرارة أشعة شمس الولاية تصنع ماسحا ضوئيا يفوق قدرة أرقى الماسحات الطبية في العالم حيث تكاد _ لولا المغيبات_ تبصر من خلالها خفايا القلوب، أما الألسن فقد جبلت على إخراج مكنون الأفئدة وخلجات الصدور بمجرد افتعال نقاش حول وضع الولاية.
إذا نحن أمام ولاية من النوع الاستثنائي، لا تحتاج دراسة الوضعية فيها لأكثر من الاستماع وقراءة تعابير الوجوه.
منذ منتصف العشرية الماضية توقفت أغلب المشاريع التنموية الموجهة لولاية الحوض الشرقي وغابت الصيانة والرقابة عن المنفذ منها، وتعرض أطرها ووجهاؤها للتهميش، وهي وضعية لم تكن لتغيب عن رئيس خبر البلاد طولا وعرضا، وجعل خدمة الوطن والمواطن غايته الأسمى، ولم يتخذ من الكرسي غاية للرفاهية والتكبر عكس بعض من سبقوه، بل تعامل معه وسيلة للتنمية والإصلاح دون تمييز جهوي أو قبلي أو عرقي أو فئوي.
كانت قراءة فخامة الرئيس للمشهد مثالية، حيث أصدر توجيهاته وأوامره للحكومة بتنفيذ مشاريع بغطاء مالي تجاوز المليارات من الأوقية، وابتعث وزراء وخبراء ومسؤولين لتقييم المشاريع وإكمال النواقص، وبالفعل تم سبر أغلب الأغوار وخياطة الكثير من الشقوق.
لم تخب أمال وتطلعات ساكنة الولاية في رئيس انتخبوه وناصروه وآزروه، وكما أسلفت فساكنة ولاية الحوض الشرقي لا تتقن فن المجاملة لأنها تربت على الصراحة وجبلت على الوضوح، ولولا ذلك لما ذابت خلافاتهم السياسية المحلية في جمالية استقبالهم لرئيس الجمهورية. 
إنها حقيقة قد تثير سخط بعض ذوي النهج الجاهلي علي، وقد يتخذ منها بعض المغرضين وسيلة للتهكم والسخرية، لكن الواقع والمعطيات على الأرض كفيلان بقطع ألسن المرجفين ومحترفي فنون التأويل.