المغرب.. قِبلة الكرة العالمية وأرض المواعيد الكبرى/ بشير سيدينا

 

تتجه أنظار عشاق كرة القدم، غدا إلى ملعب مولاي عبد الله بالعاصمة المغربية الرباط، حيث نهائي كأس العالم للأندية، الذي سيجمع بين ريال مدريد الإسباني والهلال السعودي، لتكون بذلك المرة الثالثة التي تحظى فيها الممكلة بهذا الشرف بعد دورتي 2013 و 2014، الشيء الذي يعزز مكانة المملكة، كوجهة لاحتضان التظاهرات الكروية العالمية بامتياز.

ولم يأت اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم، للمغرب لاحتضان التظاهرة الكروية العالمية من فراغ، بل أملته التجارب الناجحة التي راكمتها المملكة في تنظيم  الاستحقاقات الرياضية الكبيرة، فضلا عن ما تتوفر عليه من بنيات تحتية وخبرة لوجستية تشكل نموذجا يحتذى به على الصعيد القاري.

كما يشكل احتضان المغرب "للموندياليتو” استمرارا لإنجازات كرة القدم الوطنية في السنوات الأخيرة، حيث حققت نقلة نوعية، تمثلت في تتويج الأندية والمنتخبات الوطنية بعدد من الألقاب القارية وتحقيق إنجازات عالمية.

ومع قرب اختتام بطولة كأس العالم للأندية، تكون المملكة المغربية، قد كسبت رهان احتضان التظاهرات الكروية العالمية، في مدة زمنية قياسية، حيث كانت البداية بكأس أمم إفريقيا للسيدات، والذي عرف نجاحا غير مسبوق على مستوى التنظيم والحضور الجماهيري.

 المغرب استمر في صنع الحدث، من خلال تنظيم دوري أبطال إفريقيا للسيدات في نسخته الثانية، نوفمبر الماضي

هذا النجاح الباهر للتظاهرات والأحداث الرياضية على أرض المغرب، عبد الطريق لاحتضان كأس العالم للأندية بعد منافسة مع عدد من البلدان، جعله يكسب ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وباعتراف من عدد من الهيئات الرياضية المؤثرة في المشهد الرياضي على المستويين القاري والدولي.

و ليس الاتحاد الدولي وحده من وثق في قدرات المملكة، فهناك أيضا الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والذي وجد في المغرب شريكا استراتيجيا، يتشارك مع الأهدافه والبرامج من أجل تطوير اللعبة قاريا. 

المغرب كسب أيضا ثقة أغلب الاتحادات الكروية الإفريقية، وبالتالي لم يجد ال”كاف” أفضل  منه لتنظيم مجموعة من التظاهرات القارية، على غرار بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة، وكأس السوبر، وأيضا نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، وتظاهرات أخرى.

 الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومنذ 2017، بادرت إلى الانفتاح على كرة القدم الإفريقية، من خلال توقيع أكثر من 40 اتفاقية شراكة وتعاون مع مختلف الاتحادات المحلية، من أجل تبادل التجارب والخبرات في مجالات التكوين والتدريب والتحكيم، وإجراء مباريات ودية، واستضافة التجمعات الإعدادية والمباريات الرسمية لمختلف المنتخبات الإفريقية.

كما استضافت المملكة المغربية العديد من التظاهرات الإفريقية، كأشغال الجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية ثلاث مرات، كان آخرها دورة 2121، والتي انتخب خلالها الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيسا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، إضافة إلى نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة في فبراير 2020، ونهائيات كأس إفريقيا للسيدات في يوليو الماضي، ونهائي دوري أبطال إفريقيا سنتي 2021 و2022، ونهائي كأس الكاف 2020، ونهائي كأس السوبر الإفريقي أيضا سنتي 2018 و2022.

كما قرر الاتحاد الإفريقي، أخيرا، منح المغرب شرف استضافة نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، المؤهلة للألعاب الأولمبية “باريس 2024″، وأيضا نهائيات كأس إفريقيا للأمم للسيدات للمرة الثانية على التوالي “دورة 2024”.

لم تكتفي المملكة بهذا القدر بل ذهبت لأبعد من ذلك، حيث قامت بفتح ملاعبها للعديد من المنتخبات الإفريقية، لخوض مبارياتها في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم “مونديال 2022″، بسبب عدم مطابقة ملاعبها للمعايير المعتمدة في الاتحاد الإفريقي و”فيفا”.