ولد الغزواني: موريتانيا تبنت استراتيجية متكاملة مندمجة في مقاربتها للتحديات الأمنية

قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إن الوضع الأمني للعالم اليوم بالغ الخطورة بفعل توسع بؤر التوتر والنزاع المسلح والاضطرابات الاجتماعية والانتشار المتنامي للتطرف والإرهاب والجريمة المنظمة، مؤكدا أن مما يزيده حساسية كون بعض بؤر التوتر والنزاع المسلح القائمة اليوم تنطوي لو خرجت عن السيطرة على مزيد من الخطر، وهذا الوضع الأمني الخطير تسبب في ركود اقتصادي وتدهور في القدرة الشرائية للمواطنين له بالغ الأثر على مختلف جوانب الحياة.

 

وأضاف ولد الغزواني، اليوم الجمعة، في خطابه أمام الدورة الثامنة للحوارات المتوسطية المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما، أن موريتانيا تبنت استراتيجية متكاملة مندمجة في مقاربتها للتحديات الأمنية، مشيرا إلى أنها تتركز في الأساس على تحديث وتقوية الجيش وقوات الأمن، وتعزيز شبكات المخابرات وإعادة تنظيم المنظومة الأمنية وإنشاء وحدات خاصة، وكذلك على التنسيق النشط مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بالإضافة إلى تعزيز الترسانة القانونية للتقاضي فيما يخص العمل الإرهابي من تسريع إجراءات المعاملة الجنائية للجرائم ذات الصلة.

 

وأشار ولد الغزواني، إلى أن من بين المحاور المهمة لاستراتيجية موريتانيا الأمنية، تجفيف مصادر تمويل النشاط الإرهابي عبر المراقبة الدقيقة لتدفق المال وتنظيم إجراءات الصرف وحركة الأموال وترصد المنظمات غير الحكومية الوهمية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية التي تشكل تحديا لا لموريتانيا بصفتها دولة عبور فحسب، بل تشكل كذلك معضلة حقيقية للدول المستقبلة للمهاجرين، مضيفا أن هذه الاستراتيجية، لم تقتصر فقط على البعد العسكري والتنموي فحسب، بل شملت كذلك بعدا فكريا هو محور أساس في بنيتها العامة، إذ التطرف في الأفكار هو غالبا منشأ العنف في الأفعال، فالفكر المتطرف هو ما يتحول في البيئة المواتية إلى عنف إرهابي فعلي هادم وفتاك، ولذا عملت موريتانيا على ترقية العقول من بذور التطرف الفكري بإشاعة ثقافة السلام والمحبة وبنشر قيم الدين الإسلامي الحنيف من تسامح ووساطة وإخاء، وتصحيح الانحرافات الفكرية والعقدية قناعة منا بأن الانتصار على العنف والإرهاب لن يكون مستداما إلا إذا كان انتصارا فكريا بقدر ما هو انتصار أمني.

 

وأردف ولد الغزواني، أن الأمن لم يعد في أيامنا هذه محصورا في مجرد الدفاع عن الحوزة الترابية، بل صار يشمل صون اللحمة الاجتماعية وأمن الأفراد والمجموعات في وجه التطرف والإرهاب، ونشر قيم التسامح والانفتاح والعدل التي هي في الأصل كنه الأديان السماوية وجوهرها، ملفتا إلى أن الحوارات المتوسطية نموذج للانفتاح وتقبل الآخر والحوار لتعزيز العمل الجماعي في سبيل رفع التحديات المشتركة.