الركْ انكس...،/ إسحاق الكنتي

الرگ إنكس!!
أمثال الشعوب ترجمة لثقافاتها في عبارات موجزة مكتنزة سيارة. لذلك تميل الدراسات الاجتماعية إلى إيلائها مكانة مركزية في منظومتها التأويلية. ومن أمثلتنا الشعبية المشهورة "الرگْ ما ينكس"؛ ويطلق عادة عند الدعوة إلى تجربة تبطل الظنون باليقين. ولعل المثل مرتبط بالمصارعة حين يتحدى مصارع آخر بدعاوى عريضة يثبتها الفعل، أو يبطلها. تلكم هي دلالة المثل حين يلفه غبار المصارعة (الدّزْ)، لكنه حين يلتحف مناورات السياسة ينقلب مبناه، ويتغير معناه… ففي أفق التشاور، وإطلالة الاستحقاقات الانتخابية، إنكس الرگ في جنوب الوطن، وشرقه وشماله، فيلبس "الحر" أصلا، الداعي إلى الانعتاق حديثا، شملة العبودية التي غلها من غنائم مسعود وفيء بيجل…
الرگ إنكس لما حفر فيه من أخاديد، وما أضرم عليه من نيران للفتن أطفأها الله..
الرگ إنكس لما حشر فوقه من تناقضات، وطموحات، وبذاءات، وادعاءات آخرها الرق الذي "يحاربه"صاحب الرگ، ويثبته لنفسه! ليس في الأمر تناقض بمنطق صاحب  المحرقة؛ فالنضال من أجل الانعتاق بضاعة لها سوقها التي تروج فيها، لكن الطموح إلى كرسي الرئاسة يحتاج مناورة مبتكرة. فالمتسابقون إليه أحرار، والدخول في جملتهم جرب فما أغنى، فلا بد من التميز، حد النشاز، ليكون عبد واحد في صراع مع مجموعة من الأحرار (=الأشرار), في استعادة كاريكاتورية لمأساة سبرتاكوس، حين لم تفلح دعاوى الآبرتايد في تقمص دور منديلا…
غير أن التشاور سينعقد بإرادة النخبة الموريتانية الوطنية، ولن ينال مرشح شريحة، أي شريحة شرف "لگعاد " على كرسي الرئاسة، فرگ الانتخابات ما ينكس، وتهديدات "إرا" لا تخيف رعديدا…