في ذكرى عيد القوات المسلحة.../ د. رقية احمد منيه

تحتفل المؤسسة العسكرية في بلادنا بذكرى عيد القوات المسلحة الذي يصادف الخامس والعشرين من نوفمبر من كل سنة.

وبالنسبة لي لا يمكن لهذه الذكرى أن تمر دون أن أوجه تحية عسكرية لأبناء الجيش الوطني الموريتاني، أقول لهم أنتم المرابطون على الثغور، ورجال الوطن المخلصون، كنتم تثابرون سعيا نحو تحقيق أمن المواطن، وحفظ الحوزة الترابية للبلد، والسهر على أمن الصغير والكبير والضعيف قبل القوي، ولا زلتم على العهد باقون عدة في أوقات الشدة والأزمات؛ تمسحون دموع اليتامى والثكالى، وتبعثون الأمل في نفوس المحتاجين والمساكين، تتحملون العبئ عن كل أفراد المجتمع، وتوقدون الشموع في عتمة ليل الفقر والحاجة؛ ليل أضاء ظلمته لمسة حانية من جندي لبس لبوس الشهامة، وأبرز الصورة الناصعة للمؤسسة العسكرية الوطنية، فهنيئا لكم هذا الشرف، وطبتم وطاب مسعاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.

 

ولا يمكن أن أنسى في ذكرى عيد القوات المسلحة الوطنية، الترحم على أبناء الجيش الوطني البررة الذين رحلوا عن دنيانا الفانية وتركوا بصمات واضحة في بناء صرح الوطن، وإن كان البعض نسي أو تناسى فلا يمكن للتاريخ أن يتعرض لضعف الذاكرة.

إن البعض قد يغلب عليه طبع الإنسان المتصف بنسيان كل غائب بسبب سيطرة الذاكرة الحسية على بني الإنسان، وتلك خصلة جبلية تزيد وتنقص تبعا لحضور الذكرى في العقول والقلوب، ولا يتغلب عليها إلا باستحضار أخبار رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وذكر مآثر من قضى نحبه منهم، والدعاء لمن ينتظر بالتوفيق والسداد لما فيه الصلاح والرشاد.

لقد رحل عن دنيانا الفانية الوالد القائد الأسبق للقوات المسلحة الوطنية العقيد أحمد ولد منيه صبيحة يوم الجمعة 16 أكتوبر من سنة 1998م؛

 رحل رمز وطني بارز ، جراء حادث سير مؤلم لا يخفف وقعه إلا التحلي بالصبر الجميل على قضاء الله وقدره، وترك خلفه ذكرا حميدا وأثرا طيبا في النفوس والقلوب وآثارا شاهدة على حقبة مشرقة من تاريخ الجيش الوطني الموريتاني، خدم فيها البلد بكل إخلاص ونزاهة ونظافة كف؛ كان باب مكتبه مفتوحا أمام كل طارق أو صاحب مظلمة من أفراد أبنائه منتسبي قواتنا الباسلة، ومع كل تلك المهام الجسام لم ينس الإعداد والتزود للأخرى بصالح العمل من ذكر وقيام وصيام وتلاوة لكتاب الله تعالى.

 

يقول العلامة والمؤرخ المختار ولد حامد -رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأورثه الفردوس الأعلى من الجنة- في وصف المرحوم أحمد ولد منيه -رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأورثه الفردوس الأعلى من الجنة- :

 

البدر أحمد من منيه ينـــميه  

  قد كنت منه أنا وكان منيه

 

فلا أنا بأخي الجلى ألــــقبه

 ولا أنا بأبي الإحسان أكــنيه

 

إني أهنئه على عنايـــــته 

 بسؤدد لبني منيه يعــــنيه

 

مجد بناه له منيه شيــــده  

 نعم البنون على ما كان يبنيه

 

تلكم علامات رفع في ضمائرهم  

لنا بـــهن إشادات وتنويه

 

.. ..

 

رحم الله الوالد العقيد أحمد ولد منيه قائد القوات المسلحة الوطنية الأسبق، اللهم ارفع درجته في الجنة، وفي مقام الرثاء قول العلامة البحر الشيخ محمد سالم ولد عدود رحمه الله رحمة واسعة وأورثه الفردوس الأعلى من الجنة: 

 

أحمد يا أحمد من يفقد 

زادك تقوى الله لا ينفد

أنيسك القرآن لا تخشى

من وحشة إذ ضمك الملحد

عشت كريما طيبا محمدا

وطاب من أخوالك المحتد

روح من الله ورعي لمن 

خلفتهم والجنة الموعد

 

.. ..

 

ويقول العلامة محمد بن محمذن فال المقرئ المحقق الفصيح ذو السند الصحيح فى رثاء القارئ والعقيد والوزير أحمد بن داداه بن منيه

من أُعزِّي بعد الرئيس أغُزّى

عن بلادي تدافع المستفزا 

أم أعزي أبير أم كل شعبي

داخليا وخارجيا يعزى 

بوفاة الوزير أحمد ذى الخلق

الذى نال منه صيتا وعزا 

إنه من أحاسن الناس أخلاقا 

فأمسى ذا للسعادة رمزا 

بز إذ عز الناس بالخُلْق طرّا 

وقديما يقال من عز بزا 

وله فى تلاوة الذكر صدر 

خلته القدر إذ غلت حين أزا 

ولكم كان حاجزا بين قوم 

عدموا دون الشر لولاه حزا 

رب فارحمه وارض عنه كما كان

رحيما بنا ويُرضِى المعزا

 

.. ..

 

ويقول الأستاذ الفاضل الدكتور أحمد يوره بن أحمد محمود ولد الرباني حفظهما الله بحفظه في رثاء الوالد أحمد ولد منيه رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأورثه الفردوس الأعلى من الجنة؛

 

ألا يا رحمة الرحمن حلي

على جثمان أحمد واستهلي 

وصوبي في ربى البعلات صوبا 

بوابل رحمة جود وطل 

أما تدرين أن أخا المزايا

شهيد الهدم غيب في المضل 

كذا الدنيا ارتحال ثم حل

ورحلة سائر من بعد حل

فيا من للضعاف ولليتامى 

ومن للمعترين وحمل كل

وإعراض عن العورا وصدق

وذكر للإله وأكل حل 

ومن للخطب إن أبدى شغافا 

وحل المشكلات وأي حل 

وكم نفعت شفاعته قريبا

وذا بعد وضلا نجل ضل

وبالحسنى فكم دفع احتسابا 

مفاوضة فأصبح خير خل 

له سمت ودل مستطاب 

ففاق الناس في سمت ودل 

فيا شنقيط صبرا ثم صبرا

على فقدان أحمد والتولي 

ويا أبناء تندغة رزئتم

وغاب نصيركم في كل جل

ويا شعب انتشايت فاستظلوا

بظل الصبر في هذا المحل 

وولوا العقد والحل الذي إن

تولى فاق في عقد وحل

ويا الله في الفردوس فاجعل 

كرامة أحمد في مد ظل 

وبارك في البنين وفي بنات

وأهل واحمهم من كل ذل

على الهادي المشفع في البرايا

وصحب تابعوا سلم وصل

 

.. ..

 

ويقول الرائد الركن عمر ولد السماني في رثاء الوالد العقيد أحمد ولد منيه رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأورثه الفردوس الأعلى من الجنة:

 

أبا الصديق إن عز اللقاء

وحكم عليك بالسفر القضاء

ستبكيك الكتائب صامتات 

إذا أدمى مفارزها اللقاء

وينعاك التسنم للمعالي

وتنعاك القيادة واللواء 

لقد خلدت للأيام ذكرا

خصالا كان جوهرها النقاء

ألا ليت المنية أنصفتنا

فأفنى قبلك الناس الفناء.

 

.. ..

 

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

 

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين سيد الأولين والآخرين نبينا وشفيعنا وقدوتنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تامة دائمة إلى يوم الدين.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

أمة الله الفقيرة إلى رحمته 

د. رقية أحمد منيه.