ما المكسب الذي نجنيه من معاكسة الرأي العام؟

المقرور

لديّ قناعة تتعزّر اطراداً، أن الرئيس محمد ولد الغزواني مختلف في رؤاه و تفكيره عن سلفه الجنرال عزيز، اختلافَ الليل و النهار، فلولا افتقار النظام القائم لغطاء إعلامي لإنجازاته لرأينا بالبصيرة و البصر كم ينحاز للبسطاء و المضطهدين من أبناء الشعب، و كم يحث نجائب همته، و يستنهض مضرَحِيَ أحلامه ليحلق فوق قمم المجد الشمّاء..

أحياناً تحدثني نفسي أن الرئيس غزواني أشبه بتلميذ يذاكر للإجابة على أسئلة التاريخ، فهو يطمح لأن يكون حديثاً حسناً من أحاديث الأيام، يُمحى فيه اسمه من سجل الانقلاب، الذي وأد الحلم الديمقراطي، بممحاة إنجازات عظيمة يكتب لها   الخلود، و تُجِّد بها يد الدهرالعسراء ما أبلَتْ.

محاكمة رئيس فاسد، و مضايقته، و سجنه، ليس نزهة في خميلة، فهو حلم  كنا نمسح دون تحقيقه عوارض الفرقدين، غير أنه تحقق أخيراً، بفضل مضاء عزيمة ولد الغزواني، ليكون تكريساً للنزاهة و الشفافية في تسيير المال العام، غير أنه لن يؤتي أكله ما لم يعضّد بتعيينات لرجال أكفاء، عفيفي الأكف و الألسن.

إنه لا شيء أسرع فتكاً بمصداقية مَنْ يخطو على لاحب الشفافية من أن يتعلق بِبُرده متورطون في تاريخ من الفساد و تبرير أخطاء المستبدين.

إذا كان الرئيس غزواني يرى فيمن يعيّنهم في مفاصل نظامه، و من ينتدبهم للدفاع عن مناوراته السياسية، إيجابيات لايراها مواطنوه، فليدرك أنه في عُرف الديمقراطية يتم تصحيح سوء فهم العامة، بإقناع الرأي العام بالبراهين و الحجج و ليس بالحجر و الوصاية على العقول.. فإذا كانت الديكتاتورية استبداد الفرد فالديمقراطية استبداد الجماهير.. و بخصوص من يتم تدويرهم الآن “فقد قيل فيهم ما قيل إن صدقاً و إن كذباً“، فما المكسب الذي نجنيه من معاكسة الرأي العام بمنح هؤلاء ثقةً نزعها الشعب منهم.

 

من صفحة: حنفي دهاه

رابط لقراء بقية المقال:

https://ar.taqadomy.net/the-opinion/editorial/المقرور-حنفي-ولد-دهاه/