ذكريات الضفة "الحلقة الرابعة"

من ذكريات الضفة : الحلقة الرابعة
ما زلنا في رحاب النادي الثقافي بثانوية روصو لنشارككم جوانب من الأنشطة التي كان يقوم بها النادي .
هذه أبيات للأستاذ مولاي الحسن بن المختار بن امَّحْ وكان يومها طالبا في الثانوية يحيي فيها النادي ويرد فيها الجميل للأساتذة الذين كانوا ينعشون الأمسيات والندوات الثقافية :
إنا نساندكم يا نجل سناد=ويا أساتذة أبدوا بذا النادي
لآلئ الضاد في أمسية عبقت=بالبشر والنصح والإنشا والانشاد
فيها تلامذة لا شك قد لبسوا=أثواب الانصات والإصغا لإرشاد
فيا أساتذتي كوفيتم وجزيـــــــــــــتم جميعا على محبة الضاد
ومما كان ينشد في هذه الندوات ما يعرف بأدب المهنة ومن ذلك قصيدة الأستاذ أحمد سالم بن الشيخ الحسن التي بعنوان "همسة في أذن الضياع" :
يا أيها الطلاب لا تسألوا =أستاذكم عن كل ما يفعل
قفوا جميعا كبروا هللوا=ما ذا جرى ؟ فهل أنا أجهل ؟
إني إليكم موفد مرسل =هل تعلمون أنني مرسل ؟
عنوان درسي مائع مبهم=تحديده من عندكم أسهل
سندرس التاريخ لا تعجبوا=فنحن من أوراقه نأكل
سندرس التاريخ آباؤكم =عاشوا هنا دهرا كما ينقل
عاشوا هنا لم يقتلوا نملة=لم يقبلوا يوما بأن يقتلوا
قد ملكوا العالم أمجادهم=غنى بها الطاووس والبلبل
قد نشروا العدل فهم أمة=منبوذة لأنها تعدل
يا أيها الصبية لا ترفعوا= أصواتكم رئيسكم مقبل
لا تسألوا حزبا ولا هيئة =هل يقبض الرئيس أو يسدل
فجدتي أبناؤها سبعة=ثامنهم في بطنا يحمل
تركتهم يبكون أحلامهم=والدمع من أفواههم يهطل
فراتبي يحمل في يومه=عشرا إلى ضريحه يحمل
ينتفخ الفلفل في سعره=وراتبي في نعشه يهزل
أين الطباشير ؟ أجيبوا فمن=خبأها في جيبه يفصل
ذاك فتى أخبرنا وجهه=بالأمس عن نفاية تنقل
ذاك فتى أخبرنا كاذبا = أن الوزير وحده يأكل
وأن وزن سلطة فعلة=وأن رجلا جمعها أرجل
هذا هراء فاحش إخوتي=لفقه مشاغب مهمل
قوموا جميعا طلسوا قبل أن=يختلط السكر والحنظل
بداية السطر أخيرا هنا=في أرضنا قد يوجد الهيكل
في أرضنا ترقب للسما=لعل وحيا منقذا ينزل
كل الصراصير نمى فكره=وشعبنا في فكره أحول
وقلت من أدب المهنة :
من لموظف أخي راتب = لا يسدد الخلة في الغالب ‍
تضاعف الأسعار قد راعه = ‍و هزه من كل ما جانب
ليس من الذين قد عُيِّنُوا =‍ في منصب يغني عن الراتب
و لم يكن شيخا يرى ظاهرا = ‍تجبى له هدية الطالب
ولم يكن بلاعب بارز= ولم يكن بمطرب طارب
وكنت قلت في ظاهرة أكل المال العام:
أبناء دولتنا من كل ما أفق=يسارعون إلى ما في الإناء بقي
شعارهم قولة في الناس شائعة=،،هذا من الماء لا يخلو من المرق،،
فأكل ممتلكات الشعب صار لذا=أعلى سمات العميل الحاذق اللبق
وإن تمادى على ذي الحال سادتنا=فالأمر يا شعب قد يدعو إلى القلق .
كما كان النادي منبرا للتوجيه والإرشاد من ذلك أبيات كنت قلتها بعنوان "سفور مي" :
سفور مي لم يجز وصفه=فرأسها اليوم بدا نصفه
ونصفه الآخر قد يختشى=في قابل أو قبله كشفه
وقصها لعرفه سنة=أو عادة جرى بها عرفه
والطيب من أنواعه اطيبت=يفوح من أردانها عرفه
وأذكر هنا مقطعا من منظومة سميتها "نصيحة الأمين لبنته وأخته في الدين " :
إياك يا أختاه أن تكوني =مدمنة اللعب و المجون
مثل فتاة موضة النصارى=تجعلها لزيها شعارا
قد خُدِعَتْ بزائف التمدن=ورغبت عن صادق التدين
وحسبت أن الرقي في انحلال=الأخلاق يمكن وسيء الخلال
أما التحلي بالحياء والوقار=فهو لوصمة التخلف شعار
تنفق كل الوقت في علاج=بشرتها بأحدث المكياج
تختال في المشي بلا حياء=كأنها عارضة الأزياء
تلبس كل واصف شفاف=كاشفة للرأس والأطراف
عودي إلي الله الحليم أختي=ولتحذري من موجبات المقت
توبي إلي الله من الحوبات=قبل مجيء هاذم اللذات
مالك يا أخت من اصطبار=علي عذاب القاهر الجبار
لا تيأسي من رحمة الرحيم=فالله يصفح عن المليم
ويغفر الذنب ويجزل الثواب=لمن إلي طريقة الحق أناب
نسأله الحفظ من المعاصي=فهو الذي بيده النواصي
صلى علي طه النبي الآمر=بالعرف والناهي عن المناكر
وهذه قطعة كتبتها منذ أكثر من عقدين من الزمن تعالج ظاهرة الغش  :
راقبت قسما على الأخلاق ما ريضا =‍ ولم يُحَرَّضْ على الآداب تحريضا
تخال قاعته سوقا قد ازدحمت = ‍بباعة زمن الأعياد تفويضا
هذا يخالس بالأنظار صاحبه =‍ يسومه الغش تصريحا وتعريضا
وذا يروم من الأستاذ غرته ‍= حينا ليخطف تسويدا وتبييضا
أهذه دوحة الأخلاق قد ذبلت ‍=أم نبعة من حياء ماؤها غيضا
طابت أوقاتكم

من صفحة: آن ولد حامدن ولد امح

 

من صفحة: آن ولد حامدن ولد امح