هل انسحبت مجموعة فاغنر فعلا من مالي و ماهو سبب انسحابها؟/ باركلل دداه

أعلنت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة اليوم الجمعة، 6 يونيو 2025، عن انسحابها من مالي بعد ثلاث سنوات ونصف من القتال ضد الجماعات المسلحة المناهضة للعسكر الانقلابيين.
و قالت المجموعة عبر قناتها على تيليغرام بأنها أكملت مهمتها بنجاح، حيث استعادت جميع المراكز الإقليمية في البلاد وأعادت السيطرة عليها إلى المجلس العسكري المالي، وطردت الجماعات المسلحة وقتلت قادتها حسب قولها.
و مع ذلك، يأتي هذا الانسحاب في وقت ماتزال فيه الأوضاع الأمنية في مالي متدهورة إلى حد كبير. فقد شهدت البلاد مؤخرًا هجمات متكررة من قبل الجماعات المسلحة مثل "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، مما أدى إلى مقتل عشرات الجنود الماليين .
وبينما أعلنت فاغنر عن إنهاء مهمتها، تشير التقارير إلى أن العديد من مقاتليها قد ينضمون إلى "فيلق أفريقيا"، وهو وحدة جديدة تابعة لوزارة الدفاع الروسية، مما يشير إلى استمرار النفوذ الروسي في المنطقة ولكن تحت مُسميات مختلفة .
و بالتالي، فإن انسحاب فاغنر يمثل تحولًا في الوجود العسكري الروسي في مالي، لكنه لا يعني بالضرورة نهاية التدخل الروسي في الشؤون الأمنية للبلاد.
و منذ دخولها إلى مالي في أواخر عام 2021، تكبدت مجموعة فاغنر الروسية خسائر بشرية كبيرة، إلا أن العدد الدقيق للقتلى ما يزال غير مؤكد بسبب تضارب التقارير وغياب الشفافية الرسمية.
وفي معركة تنزاواتن يوليو 2024 سُجلت أعنف الاشتباكات، حيث تم الاعلان عن مقتل 84 من عناصر فاغنر و47 جنديًا ماليًا.
بينما أشارت مصادر روسية إلى سقوط ما بين 25 و82 قتيلًا من فاغنر، مما يجعلها أكبر خسارة للمجموعة في مالي منذ بدء عملياتها هناك .
و في كمين في كيدال (سبتمبر 2024): أعلن
عن مقتل 50 جنديا من جماعة فاغنر و10 جنود ماليين في شمال مالي .
و في هجوم في منطقة موبتي أواخر 2024 أفادت وكالة أسوشيتد برس بمقتل ما لا يقل عن 6 جنود من فاغنر في هجوم شنته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين .
و بالنظر إلى هذه الأحداث وغيرها، يُقدّر عدد قتلى فاغنر بمالي بما لا يقل عن 150 عنصرًا، مع احتمال أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير نظرًا لعدم الإعلان عن جميع الخسائر.
و تُظهر هذه الخسائر التحديات الكبيرة التي واجهتها فاغنر في مالي، خاصة في ظل تصاعد هجمات الجماعات المسلحة.