غزواني في قمة العشرين: الإعلام والاتصال والترجمة/ الكاتب الصحفي دداه عبد الله
شارك الرئيس محمد الغزواني في قمة العشرين في ريو دي جانيرو بوصفه رئيسا للاتحاد الافريقي الذي انضم للمجموعة لاول مرة هذا العام.
لكن وسائل الاعلام المحلية والدولية التي غطت المؤتمر لم تر أي أثر لهذه المشاركة ولم تعرف عنها أي شيء.
ففي حين كان المستشارون الاعلاميون للزعماء المشاركين يتهافتون على المركز الإعلامي "ريو فيفو" حيث يوجد أكثر من ثلاثة آلاف صحافي تم اعتمادهم لتغطية القمة يوزعون البيانات ويقترحون مقابلات لأعضاء وفودهم سعيا للتسويق لوجهات نظرهم ومواقفهم من القضايا المطروحة للنقاش لم نر أي مسؤول إعلامي وطني أو من الاتحاد الافريقي يرافق الرئيس غزواني يلج تلك القاعة بل إن أغلب الصحافيين الذين كانوا إلى جانبي في المركز الاعلامي كانوا يسألونني ما إذا كان رئيس جنوب أفريقيا هو الذي يمثل الاتحاد الافريقي.
في ذات الوقت كنت أتلقى رسائل عبر الواتساب من المكتب الاعلامي للرئاسة تخبرني أن الرئيس غادر وأنه وصل وأجرى لقاءات هامشية ما جعلني أتساءل هل هذا مكتب إعلام رئاسي أم وكالة أنباء رئاسية رديئة المحتوى لا تحترم أبسط أبجديات العمل الاخباري.
وللأمانة فقد تفهمت ذلك التزامن بين توزيع الأخبار المتعلقة بالمغادرة والوصول وحتى العودة أحيان رغم الفارق الزمني الكبير بعد أن عثرت صدفة على المصورين اللذين يرافقان الرئيس وتعتمد "وكالة الانباء الرئاسية" عليهما في برقياتها وهما تائهان في المركز الاعلامي مع الصحافة الدولية ودون أي وسيلة اتصال مفعلة تمكنهم من نقل المعلومة في وقتها في حين كان يفترض أن يكونا في بناية أخرى مع الصحافة الرسمية التي ترافق رؤساء الوفود ولحسن الحظ تمكنت من ربطهما بمسؤول في الرئاسة البرازيلية أوصلهما إلى المكان.
هناك إشكال آخر واجه الوفد الرئاسي حيث كان يبحث عن مترجم قبل يومين فقط من وصوله وقد تواصلت معي السفارة في برازيليا لمساعدتها في الموضوع ورغم أني استطعت إنقاذ الموقف إلا أنني كأي مواطن حريص على سمعة ومصلحة بلده أتساءل: هل يليق برئيسنا ألا يكون له مترجمه الخاص الذي يستطيع الترجمة الفورية للغات الأساسية وأن يكون مواطنا موريتانيا فالأمر يتعلق بالسيادة الوطنية بالدرجة الأولى وبأسرار الدولة الموريتانية؟
إن بلدنا مليء بالأطر الذين يمكنهم القيام بهذا الواجب وإذا أرادت الرئاسة يمكنني تزويدها بقائمة من مترجمينا الذين يؤدون هذه الوظيفة في منظمات دولية كالأمم المتحدة وقنوات تلفزيونية وهيآت أخرى والذين لا يساورني شك في أنهم إذا ما دعوا لخدمة بلدهم لن يترددوا في ذلك.