انتخابات الغد/ باب إبراهيم
الانتخابات في البلدان التي تعي مجتمعاتها معنى الديموقراطية، والتداول السلمي للسلطة يكون الحديث في ظلها عن المشاكل التي تعيق التطبيق، فنية..، ثم الحديث عن البرامج، والطريق الأمثل لإدارة أي تباين أو اختلاف..، وفي المجتمعات المتخلفة يكون الحديث عن مرشح الفلانيين، وحكم الفلانيين..، وضرورة أخذ هؤلاء أو أولئك للسلطة..
من يؤمن بالديموقراطية يأخذها على أسسها الحقيقية، لنربح على الأقل تأطير مجتمعنا عليها نظريا، ومن يذهب عكس ذلك، ويؤمن بها مشوهة فهو يسير في نفس الطريق الذي يسير فيه من أفسدها من اليوم الأول..
الأسس النظرية لا ترتبط بالأشخاص، أو المجموعات، أو التشكيلات من أي نوع، ومن ينطلق من تلك الفرضية، أو يتجاهلها أو يتغافل عنها ظنا منه أنها لصالحه سيعرف ولو بعد حين أنه قاصر النظر..
الحديث عن مشاكل أسس اللعبة يكون سابقا عليها، ومن يشارك بها على أسس أو مقاسات تساعد في الحسم عليه أن يتحمل عواقب ذلك..
كان يفترض من الساسة أجمعين أن يكون شغلهم الشاغل بعد كل انتخابات هو الحديث عن الثغرات لسدها، والتحرك خطوة في سبيل تطوير ديموقراطيتنا التي ما تزال في أطوارها الأولى، وكان يفترض أن يكون ذلك حاضرا في نقاشاتهم مع السلطة، وأن يأخذ الحيز الأكبر بدل الأمور الشخصية "الهم"، والثانوية "المشاريع الخاصة"، وأن يكون هناك نوع من التسامي والترفع من أجل الأمور الوطنية، بغض النظر عن من طرحها، أو طلب الجلوس لنقاشها، ووضع تصور مشترك لحلحلتها، وأرجو بصدق أن يكون ذلك بعد الانتخابات التي ستجري الغد إن شاء الله تعالى، وأن لا نظل في نفس الدوامة، مع كل انتخابات ترتفع الأصوات، وتتضرر وحدة مجتمعنا، ويتحول أمل التغيير إلى سراب، ولذلك انعكاساته السلبية على الأمل، الذي يجب أن يعيشه أي حالم بالتغيير.