ولد الشبخ الغزواني ثوابت راسخة في دعم القضية الفلسطينية/ عبد الرحمن ولد سيدي محمد
تناولت بعض الصحف والمواقع الدولية من ضمنها جريدة جون آفريك "موقف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الداعم بشكل غير قابل للمساومة للقضية الفلسطينية"، معتبرة أن مثل هذه المواقف قد تغضب بعض الدول الغربية، خصوصا في ظل الاستثمارات الكبيرة التي أعلنت عنها دول غربية في موريتانيا مثل آلمانيا. لكن الثوابت الراسخة لدى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لا يمكن أن تتغير خصوصا إذا كان الموضوع يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وبوصفي أتقاسم مع كل الشعب الموريتاني الوقوف جنبًا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني و مقاومته المشروعة، وحقه في استرداد أراضيه المغصوبة، أجدني أشعر بالفخر والاعتزاز من هذا الموقف الصادق الذي عبر عنه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في اللحظات الأولى من اجتياح قطاع غزة، فكانت مواقفه تعكس حجم طموح شعبه، فقد عبر من خلال صفحته على منصة إكس، في اللحظات الأولى من اجتياح المحتلين الغاصبين لغزة، باسم كل الموريتانيين، عن ألمه لما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من قتل وحصار وتشريد، ودعا فيها عقلاء العالم و أصحاب الضمائر الحية، إلى تدارك ما يحدث من فظائع في فلسطين؛ و إلا فستكون هذه الجرائم آخر مسمار يدق في الثقة بالعدالة و القوانين والمواثيق و الأعراف الدولية.
كتب صاحب الفخامة هذه الكلمات بكل جرأة وصدق، بعيدا عن لغة المجاملات، في كل خرجاته الإعلامية، وفي المؤتمرات الدولية والاقليمية التي يحضرها يعبر عن رفضه للمجازر المرتكبة في حق أهلنا في غزة، وكان صريحًا في قمة القاهرة حين قال "لقد آن الأوان لأن يقتنع الجميع بأنه لن ينعم أحد، في هذه المنطقة، بسلام أو أمن مستديم، إلا بقدر ما ينعم الآخرون به، فالسلام كما الأمن لا يحرز بكسب معركة أو الانتصار في حرب، إذ دوامه مشروط بشموله الجميع"
ووجه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رسائل واضحة للعالم وللمنظمات الدولية في اللحظات الأولى من اجتياح غزة، بصوت تناقلته وسائل الاعلام الدولية، مفاده أن ما يتعرض له سكان القطاع من تدمير، وحصار، وجرائم صارخة ضد الإنسانية، كقصف مستشفى المعمداني، مناف لكل القيم والمبادئ، ويصادم مرتكزات الوجدان البشري الفطري بما يشهده من تدمير وحصار وجرائم صارخة ضد الإنسانية.
وكان موقف ولد الشيخ الغزواني الرافض لهذه الجرائم والداعم لمقاومة الشعب الفلسطيني، غير قابل للمساومة بالفعل، فتحدث بغضب ومرارة في اجتماع القاهرة، عن استمرار وحشية الاحتلال في قطاع غزة، مؤكدا أن مثل هذه الوحشية تنذر بفوضى عارمة في الشرق الأوسط، بمجمله، لا يمكن التنبؤ بمآلتها، ولا بحجم آثار مفاعيلها السلبية على المنطقة ككل والعالم بأسره، وأن خطورة الوضع القائم، تستدعي بإلحاح، هبة قوية من الجميع، وبذلا لكل الجهود الممكنة من أجل تداركه، مناشدا أحرار العالم إلى العمل من أجل الإسراع في إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وإعادة تأمين الخدمات الأساسية، من ماء، وكهرباء، ودواء، ووقود، و العمل على إقرار وقف فوري لإطلاق النار، ولو مؤقتا، يؤمن انسيابية حركة المساعدات الإنسانية ويتيح فرصة للعمل على استعادة الأمن والاستقرار.
كما قال بالحرف الواحد: "إن ما يمليه علينا الضمير والإحساس الوجداني الفطري، وتوجبه علينا الشرائع والقانون الدولي، وتحملنا عليه ثقافتنا العربية الافريقية بما تأسست عليه من رفض الظلم والبغي والعدوان، هو التصدي لهذه الجرائم الفظيعة كي لا نكون فيها شركاء".
رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني قال أكثر من مرة في خطاباته في المؤتمرات الدولية وفي خرجاته الإعلامية، إن عدم إنفاذ حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة، عاصمتها القدس، هو النتيجة الحتمية لما تشهده المنطقة، من عنف وكوارث، وعرضا من أعراض الإشكال المركزي الذي يعصف بأمنها واستقرارها منذ عشرات السنين، ودعا دول العالم للضغط على المحتل للانصياع لأساس هذا الحل الموجود في قرارات الشرعية الدولية وفي المبادرات السياسية كالمبادرة العربية، ولن ينتظم للمنطقة، بدونه أمن ولا استقرار.
في القمة العربية الإسلامية التي المنعقدة في المملكة العربية السعودية، ألقى رئيس الجمهورية خطابا مؤثرا، بعث الحماس في كل من له ضمير إنساني، ودعا إلى أفعال لا أقوال فقط، لمجابهة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي وصفه بتصفية ممنهجة وإبادة جماعية، مكتملة الأركان، تنفذ في وضح النهار، أمام أعين العالم، متسائلا: أين هي قداسة حقوق الإنسان؟ وكرامته؟ و أين هي القيم الإنسانية والقانون الدولي؟
مواقف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من القضية الفلسطينية، هي كما يبدو مثل إنجازاته خلال السنوات الأربعة الماضية، لم تجد للأسف من الإعلام الوطني ما تستحقه من زخم، خصوصا أن هذه المواقف لم تنتظر تفاعلات خارجية، ولم تستشر جهات، بل جاءت بعفوية صادقة، و صدرت في اللحظات الأولى من غزو غزة، فمواقفه تجاه القضية الفلسطينية واضحة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض واستنكار السياسات والإجراءات العدائية ضده، وبذل المساعي والجهود لإيجاد حل عادل وشامل ودائم لهذه المأساة، وقد عكست مواقفه عمق التزام موريتانيا بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، كخيار استراتيجي ، لا يقبل المساومة، حتى تجد قضية فلسـطين حلاً عادلاً يؤمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيه حقه في العودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.