فخامة الرئيس غزواني أمل القارة/ النائب السابق الدكتور اباب ولد بنيوك
لم يكن انتخاب موريتانيا لرئاسة الإتحاد الافريقي كما يحلوا للبعض ان يصور لملإ فراغ في المنظمة جراء شعور رئاسة الاتحاد وغياب التوافق بين دول شمال القارة انما جاء ترجمة للمكانة الهامة التي يحظى بها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بين زعماء القارة وفي العالم والدبلوماسية الناعمة النشطة والهادئة التي اختار أن يدير بها علاقات موريتانيا الدولية.
وتأتي رئاسة موريتانيا للاتحاد الأفريقي اليوم في ظل أزمات امنية وسياسية واقتصادية بالغة التعقيد فالسودان على شفا التقسيم والأزمة الليبية تراوح مكانها ومنظمة دول الساحل تفككت واتحاد المغرب العربي في سبات بفعل تشنج العلاقات الجزائرية المغربية، هذا وقد بدأت افريقيا تتصالح مع الانقلابات العسكرية من جديد ناهيك عن مشاهد مئات الشباب تحملهم قوارب الموت يأتي ذلك في غياب رؤية واضحة لاستثمار الموارد الإفريقية في بناء علاقات فعالة مع أوروبا والعالم العربي وامريكا . كلها عوامل ومعوقات تجعل من رئاسة الاتحاد الأفريقي طاردا لكل مهتم.
لقد اتسم خطاب فخامة رئيس الجمهورية في حفل تنصيبه امام القادة الأفارقة بالموضوعية في سقف الطموح استشعارا منه بحجم المسؤولية وصدقا في الطرح وجدية في الحلول وأكثر من ذلك رسالة مهمة لشعوب القارة حملت الأمل ورفعت المعنويات وأظهرت ان هذا الجيل الإفريقي لا يريد ان يمد يده من أجل الحصول على المساعدات أو المعونات، بل لديه عقلية وطريقة تفكير مختلفة، جيل يريد شراكات مبنية على الربح المشترك.
انها بحق خارطة طريق فعالة ومتماسكة لمواجهة العديد من التحديات والأزمات التى تشهدها القارة الإفريقية فى الفترة الحالية، بدء بالتحديات الأمنية والسياسية التي تقفز إلى الواجهة كلما تم الحديث عن افريقيا من انتشار الإرهاب وشيوع الانقلابات العسكرية والحروب الأهلية والعرقية ومشاكل الحدود مع عدم تجاهل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى تواجهها مختلف دول القارة، وإعطاء الأمل للشعوب الإفريقية، فى مستقبل أفضل، لكن ذلك لن يتحقق حسب رؤيته، إلا عبر بناء اقتصادات مرنة وصلبة فى الوقت نفسه، من شأنها أن تصنع ثراء ملموسا لمصلحة الإنسان الإفريقي.
لقد تناول فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مستويات مهمة من الشأن الإفريقي وقدم تصورات جديدة من شأنها أن تبعث الأمل لدى الأفارقة في قدرتهم على حل مشاكلهم.
ففي المجال الأمني والسياسي تحدث عن العمل على فكرة التأسيس لأمن قاري جماعي، من خلال تطوير الهيكل الإفريقي للأمن والسلام، وتحسينِ مستوى التنسيق والتعاون، داخل المجموعات الاقتصادية الإقليمية وفيما بينها. فلا بد لنا من بناء استراتيجية قارية شاملة، تراعي الأبعادَ الأمنية، والاقتصادية.
كما تجب محاربة التغيرات اللادستورية، من خلال تفعيل الآليات الخاصة لتسوية النزاعات وِفقًا لمبدأ حل مشاكل إفريقيا من قِبَل الأفارقة أنفسهم. و تكريس مبادئِ دولةِ القانون وإرساءِ ديمقراطياتٍ حقيقيةٍ تؤَمّنُ تداولا سلميا سلسا للسلطة في إطار من الاستقرار والشفافية. وما يستدعيه ذلك من تهدئة الحياة السياسية والتغلبَ على الخلافات الاجتماعية والخصومات العرقية بالحوار والتوافق، وعلى تحسين مستوى الحكامة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية إجمالا.
وفي المجال الاجتماعي والاقتصادي السعي الى مضاعفة الجهود لإحداث ثورة تعليمية، توفر فرص التعليم والتكوين وتطوير المهارات بشكل مستمر لأبنائنا ، وتُسهم في تحرير الطاقات الشبابية.
وفي مسار آخر تكثيف الجهود لإحراز التقدم في مسار منطقة التبادل الحر وتسوية المنازعات، حيز النفاذ، ومبادرتِها للتجارة الموجهة وما يمكن ان يوفره ذلك من فرص عمل لآلاف الشباب العاطلين عن العمل.
الاستفادة من دخول القارة نادي العشرين G20 وما يمكن ان يمنحه ذلك من مشاركة في صنع القرار الدولي والعمل على تعزيز حضور القارة في المنتديات الدولية والدفع باتجاه حشد الدعم الدولي للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن.
إحداث شراكة مع هيئات الدعم الإنمائي العمومي، وتعميق العلاقات العربية الافريقية وتحديدا الخليجية لما يتمتع به فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من علاقات قوية مع زعماء دول الخليج وتحديدا الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، فإفريقيا لديها فرص واعدة وكبيرة بينما العالم العربى لديه رأس المال، من هنا يتوجب تحقيق الالتقاء بين الفرص الواعدة فى إفريقيا ورأس المال العربي، من خلال استثمارات مضمونة.
العمل على الاستفادة من مواردنا الطبيعية وفي هذا السياق فإن الحاجة ماسة للاستفادة من الموارد الطبيعية وخاصة الطاقوية وفي هذا السياق العمل على استغلال ثروتنا من الهيدروجين الأخضر مما سيجعلنا قادرين على رفع تحدي النفاذِ الشامل إلى الطاقة النظيفة وتسريعِ وتيرة التحول الصناعي لإحداث ثورة طاقوية قارية بالاستغلال الموسع للهيدروجين الأخضر بما يمكن من قيام مشاريع تنموية فعلية.
إنها رؤية متبصرة من أجل التكامل والأمن والتنمية في إفريقيا. ج