مطلب تحويل تكنت إلى مقاطعة.. هل يضع ولد الغزواني حدا لسنوات من الممانعة؟/ المختار ولد اواه
تعرف مدينة تكنت منذ سنوات حراكا شعبيا غير مسبوق يطالب بتحويلها من مركز إداري إلى مقاطعة، انطلقت شرارته الأولى في بداية عشرية النظام السابق، بفضل رؤية شبابية طموحة، تمددت فيما بعد لتشمل جميع أطياف المجتع التكنداوي، الذي لايُجمع اليوم بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الصرخة الأولى في وجه ولد عبد العزيز؛ على شيء كما يجمع على ضرورة تحويل تكنت إلى مقاطعة في أسرع وقت ممكن.
ولعل من الوارد هنا قبل استعراض المبررات الحقيقية لهذا الطلب القديم المتجدد، الإشارة إلى أن ساكنة تكنت وبالخصوص نخبتها من شباب وأطر ونساء، لن تقبل أبدا أن تنصاع لتلك الأيادي التي تحاول جاهدة تحييد هذا المطلب العادل -على الأقل في نظرنا- عن طريقه الصحيح، مستيمة في محاولة افتعال صراع وهمي بين أطراف متخيلة، بهدف التشويش على مطلب سكان تكنت وتحويله إلى مجرد مشاكسة طفولية، دافعها الأساسي النيل من أهل المذرذرة !
وقبل العودة إلى المبررات الحقيقية التي يرى سكان تكنت أنها كافية لتلبية مطلبهم؛ أذكر هنا أن تكنت ماكان لها أن تنسى أن المذرذرة احتضنتها في المهد ورعتها في مراهقتها بحنان الأم، وظلت تتعهدها حتى بلغت أشدها واستوت على سوقها، وقبل كل ذلك وبعده مازالت على عهدها معها، لكن ذلك لاينفي أن تلك القرية التي كانت صغيرة جدا في مطلع السبعينيات كبرت بما فيه الكفاية وبلغت سن الرشد، وحان الوقت لتعتمد على نفسها.
لقد تحولت تكنت خلال سنوات قليلة من قرية صغيرة تنام بهدوء على شاطئ المحيط؛ إلى مدينة كبيرة تحاصرها المصانع والشركات من كل جانب، وترقد على شاطئ نشط، وتعرف حراكا اقتصاديا لامثيل له في كل مقاطعات الولاية، هذا مع انفجار ديمغرافي كبير؛ قفزت به تكنت ليصبح عدد الناخبيين فيها أكبر بكثير من عدد الناخبين في بقية بلديات المذرذرة مجتمعة !
إن هذا التطور السريع الذي عاشته المدينة؛ تسبب في مشاكل كثيرة منها ماهو متعلق بالإدارة، ذلك أن هذا الكم البشري الكبير يحتاج إلى خدمات إدارية سلسة ومتوفرة وقريبة، وهو مايتنافى إلى حد ما مع التبعية الإدارية للمذرذرة، كما أن هذا الكم البشري المتزايد يحتاح أيضا إلى استقلالية في البرامج التنموية، إذ ليس من المعقول أن يتقاسم كل شيء بالتساوي مع بقية بلديات المذرذرة حتى الناموسيات وأعلاف الحيوان !
اليوم والمدينة تستعد لاستقبال فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يتوقع أن يشرف في 23 من ديسمبر الجاري، على تدشين خط كهربائي عالي الجهد، ومشروع كهربة 13 قرية من قرى المدينة؛ ينتظر الساكنة أن يجد مطلبهم الأول والوحيد بحسب أغلبهم والمتمثل في تحويل مدينتهم من مركز إداري إلى مقاطعة، تجاوبا سريعا من طرف رئيس الجمهورية، ليضع بذلك حدا لسنوات من التجاهل والممانعة رغم كل الجهود التي بذلت، والوعود التي أعطيت؛ فهل يفعلها رئيس الجمهورية وينصف ساكنة تكنت ؟.