المدير العام لسنيم: مبيعات الشركة وصلت إلى 13.35 مليون طن خلال 2022
قال الإداري المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" محمد فال ولد أتليميدي، إن مبيعات الشركة عرفت تحسنا ملحوظا خلال السنوات الأربع الماضية، حيث تطورت من 12 مليون طن، عام 2019 إلى 13.35 مليون طن عام 2022، مضيفا أن إدارة الشركة تعمل على أن تبلغ المبيعات هذا العام، 14 مليون طن.
جاء ذلك في خطاب ألقاه، أمام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال إشرافه صباح اليوم الأحد، على حفل وضع حجر الأساس لمشروع تطوير منجم فديرك بازويرات.
وأضاف ولد أتليميدي، أن عمليات المسح الأرضي، وهي عمليات تحرير واستخراج الحديد الخام من المناجم، قد تطورت من 109 مليون طن، سنة 2019 إلى 117 مليون طن سنة 2022، ومن المتوقع أن تتجاوز 125 مليون طن، هذا العام، مشيرا إلى أن سنيم تُصدر منتجاتها إلى الأسواق الاستهلاكية التقليدية في أوروبا وآسيا، وقد عملت مؤخرا، في إطار سياستها التجارية، على ولوج أسواق جديدة في شمال إفريقيا وأستراليا، وتعمل على التمدد نحو أسواق الشرق الأوسط.
وأكد المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" أن كل هذا تم بعد أن أعدت سنيم برنامجا استراتيجيا طموحا، يمثل خطة عمل متكاملة، تتماشى مع سياسات واستراتيجيات وزارة البترول والطاقة والمعادن، لتطوير القطاع، مشددا على أن هذه الخطة ستمكن سنيم من زيادة إنتاجها، وتنويع منتجاتها، وزيادة القيمة المضافة لها، فضلا عن تطوير المصادر البشرية، والرفع من مستوى الخدمات الاجتماعية، والاهتمام بالتنمية المستدامة؛ كما سيمكنها أيضا من مواكبة التغيرات الحاصلة في ميادين عملها وبيئتها، ورفع التحديات القائمة، إضافة إلى إرساء شراكات استراتيجية في ميداني المعادن والطاقة.
وأشار ولد أتليميدي، إلى أن هذه السياسة مكنت من تنويع أسواق سنيم، وكسر هيمنة السوق الواحدة، حيث انخفضت حصة قارة آسيا من حدود 70% قبل 3 سنوات، إلى حدود 50% هذا العام.
وأوضح المدير، أن سنيم حافظت منذ نشأتها على موقع الريادة في دعم الاقتصاد الوطني، ووصلت مساهمتها خلال السنة الماضية إلى 22% من إيرادات ميزانية الدولة، و9% من الناتج الوطني الخام، و32% من حجم الصادرات.
وفيما نص خطاب المدير العام لشركة سنيم:
فخامة السيد رئيس الجمهورية
أصحاب المعالي الوزراء
السيد والي ولاية تيرس زمور
السيد الحاكم
السادة قادة المؤسسات العسكرية والأمنية
السادة المنتخبون
أيها السيدات والسادة
يسعدني، بادئ ذي بدأ، أن أرحب بكم باسمي الشخصي وباسم جميع عمال سنيم، هنا في فديرك، وأن أهنئكم جميعا، وأهنئ كافة أفراد الشعب الموريتاني، بمناسبة عيد الاستقلال الوطني، الذي سنحتفل به بعد يومين.
فخامة رئيس الجمهورية
أيها السيدات والسادة
يشرفني أن أقف أمامكم اليوم، وأنا استذكر عظمة المكان والزمان، فالمكان عظيم، حيث عرف أديمُ هذه الأرض المباركة إنشاءَ أولِ شركة صناعية وطنية، واكبت المراحل المفصلية من تاريخ البلد؛ والزمانُ أعظم، حيث يظلنا عيد الاستقلال المجيد. وبتلاحم الزمان والمكان والعمل الدؤوب، بُني صرح كبير من التاريخ المنجمي بالبلاد، يحمل آمال وألام أجيال عديدة من الرجال والنساء، آمنوا بمشروع، سنيم وحملوه على عواتقهم، رغم ظروف صعبة أحيانا، قاستها الشركة وقاومها الوطن. وإنها لسانحة لتوجيه تحية عرفان بالجميل، لكل هؤلاء، والترحم على من توفي منهم، عبر ستة عقود. ولا يفوتني أن أوجه تحية تناسب المقام، إلى جميع عمالنا الأوفياء، الذين يصلون ليلهم بنهارهم، في جميع مفاصل الشركة، من أجل تحقيق أهدافها المرسومة. دون أن أنسى المتقاعدين الذي وهبوا زهرة أعمارهم لشركتهم، فلهم مني أفضل تحية.
فخامة رئيس الجمهورية
أيها السيدات والسادة
أعدت سنيم برنامجا استراتيجيا طموحا، يمثل خطة عمل متكاملة، تتماشى مع سياسات واستراتيجيات وزارة البترول والطاقة والمعادن، لتطوير القطاع، وسيمكن سنيم من زيادة إنتاجها، وتنويع منتجاتها، وزيادة القيمة المضافة لها، فضلا عن تطوير المصادر البشرية، والرفع من مستوى الخدمات الاجتماعية، والاهتمام بالتنمية المستدامة؛ كما سيمكنها أيضا من مواكبة التغيرات الحاصلة في ميادين عملها وبيئتها، ورفع التحديات القائمة، إضافة إلى إرساء شراكات استراتيجية في ميداني المعادن والطاقة.
وقد بدأت سنيم تطبيق هذه الاستراتيجية بما أطلقت عليه "تقويم وضعية المناجم"، حيث عانت مناجم سنيم في السابق من مشاكل بنيوية في الاستغلال، نتيجة لظروف معينة، وقد تم العمل على تحسين وضعية المناجم، لكي تتلاءم بطريقة أفضل، مع الخطط المنجمية الاصلية، وهو ما ستدعى الاستثمار في الآليات المنجمية والمصادر البشرية، إضافة إلى التغلب على إرث صيانة الآليات الاستراتيجية، كالشاحنات المنجمية والجرافات الكبيرة والقاطرات.كما تمت معالجة بعض المشاكل الكبيرة، التي كانت تمنع مصنع الكلب2 من بلوغ أهدافه الإنتاجية، حيث تضاعف إنتاجه خلال السنوات الأخيرة، ليصل، هذه السنة، إلى 2.7 مليون طن.
كما كان لمصنع معالجة الخام بمنطقة TO14، الذي دشنتموه، فخامة الرئيس، نهاية سنة 2020، أثر بالغ في زيادة إنتاج الخامات الدقيقة، إذ وفر مرونة إضافية في استغلال مصانع المعالجة.
وقد مكن تجريف قناة الولوج إلى الميناء المعدني، الذي دشنتموه العام الماضي، من شحن سفن تتجاوز حمولتها 200 ألف طن، لم يكن الميناء قادرا على تعبئتها بهذا الحجم، مما ساعد في زيادة إنتاجية الميناء وتقليص تكاليف النقل، إضافة إلى مواكبة تطور اسطول السفن العالمية، التي ترتاد الميناء، وكسب ثقة الناقلين والزبناء.
وسينتهي العمل قريبا في خط الشحن الجديد، بميناء نواذيبو، الذي وضعتم حجره الأساس قبل أقل من سنة، حيث سيسمح بزيادة وتيرة وتأمين عمليات الشحن.
وقد عرفت مبيعات سنيم تحسنا ملحوظا خلال السنوات الأربع الماضية، حيث تطورت من 12 مليون طن، عام 2019 إلى 13.35 مليون طن عام 2022، ونعمل على أن تبلغ المبيعات هذا العام، 14 مليون طن. أما عمليات المسح الأرضي (Terrassement)، وهي عمليات تحرير واستخراج الحديد الخام من المناجم، فقد تطورت من 109 مليون طن، سنة 2019 إلى 117 مليون طن سنة 2022، ومن المتوقع أن تتجاوز 125 مليون طن، هذا العام.
وتُصَدر سنيم منتجاتها إلى الأسواق الاستهلاكية التقليدية في أوروبا وآسيا، وقد عملت مؤخرا، في إطار سياستها التجارية، على ولوج أسواق جديدة في شمال إفريقيا وأستراليا، وتعمل على التمدد نحو أسواق الشرق الأوسط.
وقد مكنت هذه السياسة من تنويع أسواق سنيم، وكسر هيمنة السوق الواحدة، حيث انخفضت حصة قارة آسيا من حدود 70% قبل 3 سنوات، إلى حدود 50% هذا العام.
وقد حافظت سنيم، منذ نشأتها، على موقع الريادة في دعم الاقتصاد الوطني، ووصلت مساهمتها خلال السنة الماضية إلى 22% من إيرادات ميزانية الدولة، و9% من الناتج الوطني الخام، و32% من حجم الصادرات.
فخامة رئيس الجمهورية
أيها السيدات والسادة
أفردت سنيم مكانة خاصة لتطوير المصادر البشرية، وجعلتها في قلب اهتماماتها؛ وكجزء من سياستها للنهوض بالقطاع، تم تحسين الظروف المعيشية للعمال وأسرهم، عن طريق الزيادات المطردة للأجور والتحفيزات، التي بلغت مستويات قياسية، خلال السنوات الأخيرة، والنهوض بالخدمات الاجتماعية، والعمل على تخفيض حوادث العمل، وتحسين الصحة العمالية.
وفي إطار سياسة سنيم الاجتماعية، الرامية إلى تشجيع عمالها على الحصول على الملكية العقارية، وزعت الشركة 600 سكن، العام الماضي، على عمالها بمدينة ازويرات، عن طريق البيع بأسعار مدعومة، وتعكف الآن على دراسة برنامج سكني جديد لمركزي نواذيبو وازويرات.
"فخامة رئيس الجمهورية
أيها السيدات والسادة
تتمتع الشركة الوطنية للصناعة والمناجم باحتياطيات ضخمة من خام الحديد، تقدر بمليارات الأطنان، معظمها من صنف المغناتايت، المواتي لصناعة مركزات ومكورات الحديد والصلب، وهو ما يوفر لها جملة من الفرص الاستثمارية الكبيرة. ولا تفوِّت سنيم أيةَ مناسبة للتعريف بميزاتها ومقدراتها لاستجلاب المستثمرين، من احتياطيات كبيرة من خام الحديد، وتجربة معدنية عريقة، وبنى تحتية جاهزة، تضعها تحت تصرف الشركاء.
وقد أولت سنيم اهتماما خاصا لزيادة الإنتاج، حيث بدأت تطويرَ مشاريعَ ذاتيةٍ لزيادة القدرة الإنتاجية، كمشروع فديرك، الذي بين أيدينا، ومشروع تيزرغاف، طور دراسة الجدوائية، من أجل إنتاج 6 مليون طن من مركزات الحديد، كما عملت على تطوير مشاريع مشتركةٍ، مع عدة شركاء، كمشروع العوج، الذي يوجد في مرحلة تعبئة التمويل، ومشروع أطوماي، الذي وصل مرحلة الدراسات الهندسية التفصيلية، بعد انتهاء دراسة جدوائيته.
وستمكن هذه المشاريع، بعد تنفيذها، من زيادة إنتاج البلاد من خام الحديد، ليصل إلى 40 مليون طن، في أفق 2030.
كما توجهت سنيم مجددا، منذ العام الماضي، نحو التنويع المعدني، حيث استعادت بعض الرخص القديمة للبحث والاستكشاف، وباشرت حملةَ تنقيب في مناطق آمساكة وموريتانيد (اجعيرينية وأزيلوف)، للبحث عن الذهب والنحاس والمعادن المصاحبة.
وفي إطار سعيها لزيادة القيمة المضافة لمنتجاتها، وقعت سنيم مذكرات تفاهم مع شركاء دوليين، تهدف إلى إنتاج مكورات الحديد، وإلى إرساء صناعات تحويلية، كإنتاج الصلب الأخضر. وهي مذكرات من شأنها الاستفادة من دخول بلادنا قائمة منتجي الغاز الطبيعي، إضافة إلى آفاق الهيدروجين الأخضر.
كما عززت سنيم توجهها نحو التنمية المستدامة، بزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، وحماية البيئة.
فخامة رئيس الجمهورية
أيها السيدات والسادة
إن الشركة الوطنية للصناعة والمناجم شركة منجمية، لكنها لم تكتف يوما بمنجميتها، فأولت اهتماما كبيرا للمسؤولية الاجتماعية، التي أحرزت فيها، عام 2021، علامة "ملتزم بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، مستوى مؤكد"، المقدمة من هيئة المعايرة الدولية آفنور سرتيفيكاسيون، على أساس المعيار الدولي إيزو 26000.
وقد اهتمت بالمحتوى المحلي، عن طريق تطوير النسيج الصناعي الوطني، عبر 10 شركات فرعية، تغطي مجالات الصناعات الميكانيكية، والأشغال العامة، والمناولة المينائية، وغيرها؛ كما عملت سنيم أيضا على زيادة حصة الموردين المحليين في مشترياتها.
وقد تحملت سنيم، كذلك، مسؤوليتها الاجتماعية، في المساهمة في بناء وتطوير المناطق المحيطة بعملياتها، عبر الخيرية، التي أنشأتها سنة 2007، والتي اضطلعت بتطوير البنى التحتية، الصحية والتعليمية؛ ودعم التنمية المحلية، وتوفير الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة للشرب، وتطوير التمويلات الصغرى والمتوسطة، على طول رواق نواذيبو-ازويرات-بير ام اكرين.
وقد قامت الخيرية، خلال السنوات الأربع الأخيرة، بالتمويل والإشراف على تنفيذ عشرات التدخلات والمشاريع التنموية، التي تلامس حياة المواطنين بشكل مباشر، من أهمها بناء وتأثيث العديد من المدارس والحجرات الدراسية، وروضات الأطفال والمحاظر النموذجية والمساجد، إضافة إلى توفير الزي المدرسي الموحد، خلال السنتين الأخيرتين.
كما عملت الخيرية على حفر وتجهيز الآبار وبناء خزانات المياه، للسقاية الحضرية والرعوية، وقد اهتمت الخيرية أيضا بكهربة المدن والقرى.
وتولت الخيرية بناء العديد من المستشفيات، والمراكز الصحية، وتوسعتها وتأثيثها، إضافة إلى توزيع الادوية والمعدات الصحية، وتوفير وصيانة سيارات الإسعاف، علاوة على التأمين الصحي للمتقاعدين.
ووفرت الخيرية أيضا معدات تنظيف المدن وتوزيع الماء، وبنت الأسواق ودعمت التعاونيات المحلية والأنشطة الرياضية والثقافية.
فخامة رئيس الجمهورية
أيها السيدات والسادة
تمثل المشاريع التي تدشنون بعضها، وتضعون حجر الأساس للبقية، جزءً من تنفيذ البرنامج الاستراتيجي للشركة الوطنية للصناعة والمناجم؛ وهذه المشاريع هي:
أولا: التدشين:
فخامة رئيس الجمهورية
ستدشنون اليوم مشروعين هامين للساكنة المحلية بازويرات، نظرا لتأثيرهما الإيجابي على الحياة اليومية للمواطنين في المنطقة.
يهدف المشروع الأول، وهو زيادة طاقة تحلية المياه المالحة وإعادة بناء شبكة الضخ، إلى زيادة كميات المياه الصالحة للشرب، لتلبية حاجيات ساكنة ازويرات. وقد بلغت تكلفته 3 مليارات و283 مليون أوقية قديمة، بتمويل من خيرية سنيم.
أما المشروع الثاني فيهدف إلى إنشاء 10 كيلومترات من الطرق الحضرية المعبدة، وترميم 6 كيلومترات أخرى، بمدينة ازويرات، بهدف فك العزلة عن بعض أحياء المدينة، وتنشيط الحركة الاقتصادية. وقد بلغت تكلفة هذا المشروع مليارا و243 مليون أوقية قديمة، بتمويل من خيرية سنيم.
ثانيا: وضع حجر الأساس
فخامة رئيس الجمهورية
ستضعون اليوم حجر الأساس لمشروعين مهمين، يدخلان في إطار زيادة إنتاج شركة سنيم، من خامات الحديد.
يهدف المشروع الأول، وهو تطوير منجم افديرك، إلى زيادة إنتاج سنيم من خام الحديد الغني طبيعيا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 2 مليون طن سنويا. وتبلغ تكلفته 187 مليون دولار، أي ما يناهز 73 مليار أوقية قديمة، بتمويل من شركة سنيم؛ وستكتمل الأشغال فيه مع نهاية 2025.
أما المشروع الثاني، فيهدف إلى بناء محطة حرارية لتوليد الطاقة الكهربائية، بقدرة إجمالية تصل إلى 30 ميغاوات.
يهدف هذا المشروع إلى زيادة إنتاج الطاقة، لتلبية حاجيات الشركة، إضافة إلى تغطية العجز في الاحتياجات الاجتماعية والصناعية، التي تضاعفت بسرعة، خلال السنوات الأخيرة، حيث وصل استهلاك مدينة ازويرات وحدها إلى 15 ميغاوات. وتبلغ تكلفة هذا المشروع، ما يزيد على 50 مليون يورو، أي ما يناهز 21 مليار أوقية قديمة، بتمويل من سنيم؛ وستكتمل الأشغال فيه قبل نهاية السنة المقبلة.
من ناحية أخرى، تقدمت الأشغال، إلى حوالي 75%، في مشروع بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 12 ميغاوات. يدخل هذا المشروع في إطار سعي سنيم إلى زيادة حصة الطاقات المتجددة في مزيجها الطاقوي. وقد كلف، مع ملحقاته، ما يزيد على 10 مليون يورو، أي ما يربو على 4 مليارات أوقية قديمة، بتمويل من سنيم. وستنتهي الأشغال فيه خلال الأسابيع المقبلة.
أود قبل أن أختم هذه الكلمة، أن أتوجه بأسمى عبارات العرفان والشكر الجزيل للسلطات العليا، على العناية والدعم والثقة التي ما فتئت تشمل بها شركة سنيم.
وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله".