نقاط طفَت من الطوفان/ محمد سليمان بَلاّل
١- سجل التاريخ لحماس نصرا يجُب ما قبله، و يؤسس لما بعده ، و يرفع سقف الطموح و أهداف حركات المقاومة في مواجهة الكيان.
٢- سجل التاريخ هزيمة نكراء للكيان و كسرا لهيبته الزائفة و ضربة قاسمة لمعنويات الصهاينة و جيشهم يصعب ترميمها.
٣- أحيت رجل الشارع و أعادت إليه الأمل في إمكانية تحقيق شيئ ولو من لاشيئ بالإيمان و الصبر و العزيمة و التضحية، ليعود إلى الساحات و الميادين بعد هيمنة المُدَوِنْ الذي كُشف عنه بعض الغطاء ليرى بجلاء حقيقة فضاءات التواصل الإجتماعي و حجم التوجيه الممنهج و التضييق فيها
٤- طوفان الأقصى عملية لها اسم و رسمت لها أهداف واضحة تحققت بسرعة قياسية و بحرفية عالية.
أما ما يقوم به الكيان، فهو حالة يطبعها الارتجال حيث أعلن عن حرب بلا اسم و دون قرار من حكومته مجتمعة، ذالك أنها شُنت بقرار من رئيس حكومة يبحث عن كل ما يؤجل اقتياده إلى السجن و بتواطؤ من قادة عسكريين و أمنيين تحت وقع الصدمة و المفاجأة و الفشل الذريع، كما أنها حرب تؤكد اعتراف من قررها بعجزه عن خوضها بذاته حيث صاحب إعلانها طلب العون و المساعدة من الحلفاء ..
مالم ترتفع أصوات مؤثرة تكبح الجماح و تضغط للتعقل فقد تطول الحرب لعدة أسباب منها:
- أن مواصلة الحرب تجسد هروب الكيان من مواجهة حقيقة الفشل المهول و نوع من تأجيل تقييم حجم الإخفاق و تحديد المسؤوليات و نقاط الضعف …إلخ، لذالك يصر قادة الكيان على مواصلتها حتى لا ينقشع الغبار و تتعرى الحقائق.
- باتت مواصلة الحرب الملاذ الوحيد للحكومة و القيادات العسكرية و الأمنية الحالية المسؤولة عن الفشل ، و لأنهم لازالوا أصحاب القرار فإنهم لن يدخروا جهدا حتى ولو كان ذالك دون طائل و بلا جدوى لتأجيل خروجهم المخزي من المشهد و مواجهة الأحكام القاسية إلى جانب حكم التاريخ ..
من تداعياتها :
في فلسطين :
- تعزيز وحدة الشارع الفلسطيني و فصائل المقاومة الفلسطينية بسبب النصر الكبير و ملف الأسرى، و لا أدل على ذالك من عودة الهدوء و السكينة لمخيم عين الحلوة بلبنان و ..
- تحقيق مكاسب للسلطة الفلسطينية و إعادة نوع من الاعتبار لها
- تعزيز التنسيق بين الفصائل و تبني وحدة الجبهات في إطار محور المقاومة
على مستوى الكيان :
- استمرار حالة النزوح من مستوطنات غلاف غزة و الشمال و رفض أغلب المستوطنين العودة
- ارتفاع نسبة المهاجرين من إسرائيل
- انقسام حاد في المشهد السياسي داخل الكيان و تراجع تأثير المتطرفين في الكنيست و في القرار السياسي
- سيكون من أولويات الحكومة المقبلة بحث ملف الأسرى و إعادة ترميم معنويات الجبهة الداخلية للكيان
وفي الأخير، أرى أنه من الوارد جدا فتح جبهة جديدة خاصة جبهة لبنان وسيكون ذالك من وجهة نظري المتواضعة متى استنجدت بها حماس أو في حال تجاوز الكيان الخطوط الحمراء و تمادى في غطرسته، مع العلم أن فتح جبهة لبنان يعني فتح جبهات محور المقاومة لاحقا و حرب إقليمية مدمرة في الشرق الأوسط تعيد رسم خريطة المنطقة و تفرض واقعا مختلفا.