عيون الحضارة/ عبدالله حرمة الله
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
**
فوق سنام الروح و بين جلبة أنفاس المادة، يترتب إثر تحرك عروس قبلة أرض الرجال وعيون الكرم على وقع ثقل الحضارة وعبور الأفاضل وأهل الرأي والمشورة؛ إثراء "إعلان مكسيكو سيتي"، ليرتقي الفعل الثقافي لمستوى إبداع الثقافة وإلحاق "العيون" بالجمهورية الإسلامية الموريتانية بحواضر الثقافة والتراث العالمي.
من آيات البعث الجميلة، عويل الضحالة، لحظة هبوط مارد الانحطاط من فوق سرج أمجادنا، في ربيع الثقافة وسيادة المبدعين خارج حتميات النظم الرديء، في تصالح بطولي مع روح الجمال، يطوي كراس الطوى ويعفي محترفي الإلاكة على شفرة القواطع؛ مفسحا لاحتضان أهازيج التنوع والنهوض بالثقافة العربية الإسلامية الإفريقية؛ واستعادة ثقافة الحياة المفقودة، عبر فسحة الإبداع وأواصر المودة؛
نفض عرس الثقافة خملة الإهمال وغبار النسيان، لنستعيد أمجاد أمة دفع أهل العيون باسمهم و بسخاء ضريبة الدم في سبيل الكرامة والرفعة والاستقلال والهوية؛ غيرة على سيادة الضاد؛ لترتاح أرواح الشهداء وترتفع هامات المجاهدين من أجل ما يليق.
من الخفة الثقيلة أن يصبح المنسوب للثقافة غريبا على العالم من حوله، حتى نحتاج دون سخرية تذكر، إعفائه في الوقت المناسب على جناح سرعة منظوم من غير نغم، ليتحرر مشهد الثقافة من ركام الذوق الهابط المنتشر قذعا وخدشا لحياء النقد : أومض الكتش خلف بريق الأنوار، في استدرار مضحك لجذوة الإبداع، فتمكن الجمال.
في مسار الإبداع البشري، تتناثر على حاشيته شخوص التهريج لتحتوي خفة وريع الفعل الثقافي فتمتلك عبقرية الرواد صواب المعرفة وجدية إنعاش الحياة الفكرية للأمم، وإيواء أصوات أجيال تريدها ألسنة الرجعية معاول هدم لبنيان يحتاج حماسها لانتشال الفعل الثقافي من هوامش الركود الآسن إلى إشراقة تسخر الجميع لأمن ورفعة موريتانيا وتنقية مشهدها الثقافي من سفسطة الانتحال الروحي و تقديس أجساد ضلت طريق الكرامة ورامت الهوان.