ولد الغزواني: مواجهة حدة الجوع تتطلب بناء نظم غذائية جديدة أكثر تكيفا وكفاءة
قال رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، إنه لسوء الحظ، فقد زادت حدة الجوع في عام 2022 بشكل أكبر في العالم وخاصة في إفريقيا، القارة الأكثر تضررا، معتبرا أن واحدا، من كل خمسة أشخاص يعاني من الجوع، وهو ضعف المتوسط العالمي، وأن مواجهة هذه الحقيقة يتم من خلال التأكيد بشكل أكثر قوة على الحاجة الملحة لبناء نظم غذائية جديدة وأكثر تكيفا وكفاءة.
وأضاف ولد الغزواني، خلال كلمة له في قمة الأمم لنظم الغذاء، ظهر اليوم الإثنين في روما، أن التمدن المتسارع غير المنضبط، يساهم بشكل كبير في انعدام الأمن الغذائي السائد في إفريقيا وخاصة في منطقة الساحل، وأن الأزمة الأمنية الخطيرة الناجمة عن انتشار الإرهاب والتطرف العنيف الذي ابتليت به هذه القارة، وارتفاع نسبة ديون بلدانها، فضلا عن عدم كفاية الموارد التي تم حشدها لصالح تعزيز قدرة السكان والنظم الغذائية على الصمود، كلها عوامل تزيد من حدة الضعف أمام انعدام الأمن الغذائي.
وأكد ولد الغزواني، أنه لمواجهة هذا الوضع الحرج، قامت، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بوضع وتنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات، تركز على تعزيز الإنتاج والإنتاجية في المجال الزراعي، وبناء السدود وتحسين جودة البذور وتثمين وتعزيز الموارد الحيوانية والسمكية، مضيفا أن هذه الاستراتيجيات تهدف إلى تطوير أساليب الإنتاج تدريجيا في اتجاه ممارسات الزراعة المستدامة مثل الزراعة البيئية، وأن هذا التحول يتطلب تنويع القطاعات وتكييف الإنتاج الزراعي مع التغيرات المناخية.
وأشار ولد الغزواني، إلى أن ما تم إحرازه من تقدم من حيث تمكين صغار المنتجين الريفيين، وتعزيز المؤسسات المحلية، وتوسيع القاعدة الإنتاجية للموارد الطبيعية يعتبر أمرًا مشجعا، مضيفا أن موريتانيا انخرطت في مكافحة متعددة الأوجه للفقر والإقصاء، من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة التي تنبئ بقوة النمو الشامل وفرص العمل، وأن جهودا كبيرة بذلت في هذا السياق، بالتنسيق مع شركاء البلاد التقنيين والماليين.
واعتبر ولد الغزواني، أنه ورغم ذلك مازالت تحتاج إلى مزيد من الدعم وتعبئة الموارد المالية، مشيرا إلى أنه وإدراكا من موريتانيا بتأثير تغير المناخ على النظم الغذائية، عملت على زيادة حصة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة لديها، إلى 50 ٪ بحلول عام 2030، مضيفا أنه سيتم استكمال هذه النتائج بإطلاق برنامج جديد لتطوير الهيدروجين الأخضر، كمصدر بديل ومستدام للطاقة النظيفة.
ولفت ولد الغزواني، إلى أن مساهمة البلاد الوطنية في المناخ، تدعم الانتقال البيئي للقطاعات الأخرى ذات إمكانيات التخفيف، مثل النقل و الزراعة و الثروة الحيوانية و الغابات، وأن موريتانيا تسخر جهودها لصالح النظام الغذائي ومكافحة التصحر وانعدام الأمن الغذائي، في إطار المزيد من الإجراءات الإقليمية والعالمية، كما هو الحال مع منظمة استثمار نهر السنغال التي تترأسها موريتانيا حاليا ومبادرة السور الأخضر العظيم واللجنة الدائمة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في منطقة الساحل، مشددا على أن تحقيق الأهداف المرسومة في مكافحة الجوع لا يزال يعتمد على التزام أكثر استدامة تجاه البلدان والمناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي، وداعيا المجتمع الدولي إلى زيادة مشاركته في تطوير الإنتاج الزراعي وإنتاج الأغذية الزراعية، ودعم الزراعة الفلاحية والاقتصاد الريفي بغية ظهور نظم غذائية أكثر فعالية وقدرة على التكيف، وهي الطريقة التي يمكن من خلالها القضاء على الجوع بحلول عام 2030، وفقا لجدول الأعمال المشترك لعام 2030.