بيرام وحملة رئاسة سابقة لأوانها/ أحمد ولد اباه
يعتبر الزعيم السياسي والحقوقي بيرام الداه اعبيد من أذكى السياسيين الموريتانيين وأكثرهم براغماتية، ورغم تصريحاته المثيرة والحادة والخارجة عن الذوق العام أحيانا إلا أنه يزن كل كلمة يقولها ويعي تماما ما يقصد ويدرك الآثار والنتائج المترتبة على كل كلمة يتفوه بها.
بعد الحملة الرئاسية 2019 وجد بيرام نفسه وسط جو من الهدوء السياسي لم يعهده من قبل، ووجد تجاوبا واستماعا من رئيس الجمهورية مع القضايا الوطنية، مثله مثل باقي زعماء أحزاب المعارضة الديمقراطية، فسار مع الركب وربما كان في مقدمته بعد أن وجد "صاحبه" كما كان يقول.
أثناء فترة الهدوء السياسي كان النظام يعمل بصمت لصالح الفئات الهشة خاصة من شريحة لحراطين، فتركزت سياسات النظام على العمل الاجتماعي ورفع المظالم، ولاحقا تبني سياسة "الانصاف" الاجتماعي والسياسي.
بتلك الخطوات كان النظام يستقطب من شعبة بيرام، خاصة من الفقراء والمهمشين، فيما وجد أنصار زعيم ايرا ممن يعشقون الإثارة والصدام مع السلطة أن خطاب الرجل وأسلوبه المعارض قد تغير تمامًا، وربما هي الفرصة التي استغلتها قيادات سياسية طامحة لسد فراغ المعارضة "الناطحة".
بعد أربع سنوات من ترك الساحة شبه فارغة أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة أن العديد من أنصار بيرام قد انفضوا من حوله، كما أظهرت أن هناك زعامات سياسية خاصة من شريحة لحراطين، العيد كمثال، ستملأ الفراغ الذي خلفه تراجع المعارضة الديمقراطية.
لحظة اعلان النتائج استشعر بيرام الخطر، خاصة أن الانتخابات الرئاسية باتت على الأبواب، فوجد أن الفرصة مناسبة للعودة للحدة والصدام مع السلطة من أجل تلافي مصير الزعماء (أحمد - مسعود - مولود)، وكما بدأ يعود… التهديد وخطابات التصعيد ، فكيف سيتعامل النظام مع بيرام الجديد القديم؟