جنرالات الديمقراطية/ رومل البيظاني
جنرالات الديمقراطية
كنت قد نبهت سلفاً، ومراراً وتكراراً ،على خطورة وتنامي التوريث السلطوي والسياسي في هذه المرحلة، فقد ظهر أن كل شيء قد أصبح يسير نحو حقوق رمزية أشبه بحقوق أرستقراطيات الألقاب فيما قبل قرون ، من ماقد يذهب بآخر أمل في منافسة سياسية شريفة ، وعندما يموت صوت الألم والأمل ،فإنه كما هو معروف يتحول إلى عمل ، لقد كانت توجيهات العالم واضحة خصوصا العراب الجديد الناتو وامريكا خصوصاً ، ثم إن وزير الداخلية ولد لحويرثي على مايشاع عنه من حنكة سياسية وقوة شخصية يساهم في وضع البلاد ولو شكلياً على التقدم نحو مسيرة تنافس سياسي ، لانستطيع أن نقول بأن منع نجل ضابط سامي من الترشح هو أمر قانوني أو دستوري ، ولعل تكييف هذا الإجراء خاص بوجود رمزية تأثير الضابط المسؤول الذي لايزال يعمل وله صفة سياسية ووظيفة عسكرية يؤثر بها ومن خلالها ولو رمزياً على التوجهات العامة والخاصة ، وهذا التكييف قد يفهم كذلك منه ، أن الجنرالات يتم تدريبهم على فهم السياسة المعاصرة وهي أن الفصل بين السياسي العسكري العامل ورمزيته مرتبط بتاريخ جديد يكتب وهو تاريخ ايزنهاور وديغول ، إن هذه الجزئية تعطينا ولو بشكل غير متضح أن السلطة كما قلنا كذلك سابقا تتقاسمها وعلى الطريقة المصرية وزارة الدفاع والداخلية والأولى يقودها وزير مدني اليوم وعسكري متقاعد والثانية يقودها رجل مدني ، إن "مدعسكرت "المؤسسات هو نظام يعيد التهجين بين الرتب السابقة والمدنين في تناغم يمنح رمزية الضابط المدني قيمة التأثير أكثر من الضابط العسكري ، وهنا تصبح العسكرية ذات مخالب مقتلعة وتتعزز: "قيمة شارل ديغول على حساب نابليون ."
رومل البيظاني