أربعون شهرا كان الرئيس يعمل منفردا/ سعيد حبيب

40- أربعون شهرا كأن الرئيس يعمل " منفردا"

ثلاثة  أركان أساسية يستند عليها رئيس الجمهورية في ترجمة وتسويق ما يتحقق من عمل ميداني تنفيذا لتعهداته للناخبين هي :

 الحكومة والحزب والإعلام

في الأولى توجه الرئيس منذ البداية مخاطبا إياها قائلا : لن تنقصكم الموارد والوسائل إعملوا فخطاب المحاسبة معكم مباشرة لا مع غيركم؛ بمعنى آخر: أنتم مسؤولون أمامي أنا من أحسابكم إذا حصل تقصير ومن أثمن عملكم إذا تطلب ذلك تحفيزا

تباين أداء الحكومة وصار لكل أستحقاق لجنة وزارية؛ لكن كل ذلك لم يمنع من وجود اختلالات 
وتقهقر  وخيبة أمل ..أحيانا

التقى رئيس الجمهورية بثلاثة  توجهات حاملا 3 خطابات ..
- خطاب موجه عبر دفعة من خريجي المدرسة الوطنية للإدارة  مفاده :
أنه لا تساهل فيما كان يقع من فساد وسوء تسيير؛ ولا تنازل عن محاسبة أي مقصر في مجال الرقابة المالية ..كأنه يمرر من خلال الخريجين الجدد رسائل لمن سبقوهم ممن يتولون المسؤولية تلك اللحظة :.."إياك أعني وأسمعي ياجارة"

اجتمع بالسلطات الإدارية والمحلية عن بكرة أبيهم وأبلغهم خطابا آخر عنوانه: تقريب الخدمة من المواطن والقيام بدورهم المنوط بهم وقال كلمته الشهيرة : من لا يستطيع ذلك فاليترك مكانه.

دعا رجال الأعمال والتجار إلى أجتماع موسع وأبلغهم العديد من الرسائل الصريحة والضمنية كان أبرزها دعوته لهم باللطف بالمواطن تخفيفا عليه ورحمة بقوته الشرائية.
 
2الحزب 
يفترض أن الحزب الحاكم يشكل متنفسا للرئيس يقوم بدوره كحاضنة لبرنامجه ومزود لطاقمه الحكومي والإداري بالكفاءات ..ثم بالعمل على تسويق إنجازاته والدفاع عنها 
المشكلة هي أن الحزب أنشغل بالخلافات بسبب الترشيحات الانتخابية وصار بحاجة لإسناد بدل أن يقوم بدوره وقد يكون أسهم بطريقة أو بأخرى في تقديم مقترحات غير مفيدة جدا عندما لجأ الرئيس لترقيع الحكومة ردا على عجز بعض افرادها فماذا حصل ..؟
كان في كل تعديل يظهر إما عدم الدقة في تحديد المطلوب وصعوبة الخروج من الدائرة ليتضح أن العجلة تدور عند المركز دون تحقيق انفراج باستثناء بعض الحالات المحدودة .
قد تكون عوامل وحسابات أخرى أدت إلى تفاوت حركة قاطرات التعهدات بسبب ضعف بعض القطاعات وارتهانها للأقارب والتحالفات حتى جاء أداؤها مهلهلا
عندما تكون بعض أطراف الحكومة تعاني بهذه الطريقة فكيف تتوقع نتيجة إيجابية من القطاعات الأخرى الأدنى مرتبة ذلك أن مفهوم خطاب الرئيس للحكومة كان واضحا فهم كوزراء مسؤولون أمامه أما هم فعليهم لعب الدور نفسه مع من يقع تحتهم من موظفين؛ ولعل النتيجة مخيبة في جوانب عديدة منها لأنه مالم تكن الاختيارات نابعة من قدرات مدروسة؛ فلا تتوقع نتائج إيجابية وهو ما جعل معظم القرارات في الهرم الأدنى تلعب فيها الصدفة والحظ دورا وهو ما انعكس على الأثر..

3-الإعلام.. الركن الثالث هو الإعلام ودوره في القيام بما يلزم لمواكبة هذه الجهود ليس تثمينا فحسب وإنما تحقيقا ومتابعة وفي إختيار الاسلوب  والمنهج لذلك خاصة في عصر سطوة وسائل التواصل الاجتماعي التى كان من الواضح أن زخم معارضي السلطة كان له صدى عليهاأكثر  بالرغم من محدودية المعارضين الظاهرين عددا على الأقل فقد كانت لقاءات الرئيس بكل الوان الطيف اسكتت الكثير من الأصوات..بيد أن الصوت الذي كان ينبغي أن ينطلق كان خافتا.. 
لقد كان من الواضح عدم تعاطي وسائل الإعلام العمومية خاصة مع رسائل الرئيس التى منحت هامشا لهم للعمل عندما مرر الرئيس الخطاب بشكل صريح للحكومة والحزب والمفتشين الماليبن والسلطات الادارية والمحلية ..فقد انهمكوا في توجهات أخرى مبتذلة في تسويق ما أنجز من تعهدات الرئيس وانهمك بعض تلك المؤسسات في التنافس.على عرض عضلات دعمها للرئيس بطريقة تكاد توهم الناس أن ما يقومون به ليس من ميزانيات" كيلومترية" مخصصة لهم  إذاكان ينفق منه البعض لإظهار جهود الرئيس فإنه يقدم بطريقة ليست جيدة "الإخراج".
توجد ثلاثة خطوط عريضة بارزة على الأقل في هذه المرحلة كان.بالامكان تناولها بطريقة مهنية لإظهار قوة وعمق برنامج تعهداتي من بينها:
- -1قرابة ربع سكان البلاد يحظون  بتأمين صحي
2 - زيادة رواتب المتقاعدين وكيف  عبرت بهم نحو الأفضل ثم الزيادة الأخيرة المعلن عنها في خطاب الاستقلال.
3- البنى التحتية في التعليم والصحة وخدمات الماء والكهرباء ..فضلا عن توزيع المال على الشرائح الهشة والتكفل ببعض المرضى وأدويتهم والمعوقين ..وو

الآن فهمت لماذا يجلس رئيس الجمهورية قرابة ساعة ليعدد ما تحقق من إنجازات سردا فقد كان على الإعلام تناول كل ذلك بطريقة أكثر احترافية وهو مالم يقع ..لذلك أرى أن الرجل يعمل منذ اربعين شهرا  منفردا ..