"شبُِو" ..صمد لأكثر من 20 ساعة و شغل الموريتانيين

 

علق الطفل محمد أحمد ولد محمد الملقب شبو ولد هادِّى فجأة بين مياه السيول الجارفة التي خلفتها التهاطلات المطرية المسجلة مؤخرا، تشبث الطفل بعمود اسمنتي فوق أحد الجسور مقاوما البرد وقوة تيار المياه، فحاول سكان منطقة بومديد إنقاذه بطرق عديدة لم تنجح، مرت الساعات والموريتانيون يترقبون الفرج ، حل ظلام الليل ليردد كل الموريتانيين "شبو لا تنم".

 

استنفرت الجهود لإنقاذ الطفل والموريتانيون يتابعون، وصلت فرق من الجيش الجوي والبحرية الوطنية والمندوبية العامة للأمن المدني ومكافحة الكوارث المكان الذي علق فيه الطفل.

 

استنفار وفرج

جاء الفرج بعد أكثر من 20 ساعة كانت طويلة على الموريتانيين حتى شبهها البعض بالأيام، حيث بشرت وزارتا الدفاع الوطني والداخلية واللامركزية المواطنين الموريتانيين بنجاح خطة إنقاذ الولد محمد أحمد ولد محمد (شبو ولد هادِّى) العالق بسد بومديد.

 

وقد شاركت في عملية الإنقاذ حوامة تحمل على متنها فريق إنقاذ متخصص و طائرة استطلاع عسكرية، تكفلت بتحسيس الساكنة المحلية بالشروع في تنفيذ العملية، من خلال مناشير تفيد  بذلك، كما أنزلت ورفعت الرجل الذي قام بإجلاء الطفل إلى مكان آمن.

 

وأوضح بيان صادر مشترك بين الوزارتين، أنه منذ الدقائق الأولى للاطلاع على حالة الطفل العالق واكبت السلطات العليا الحدث حيث وجه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بتشكيل غرفة أزمات كما اتصل شخصيا على عائلة الولد وطمأنهم باتخاذ أسرع وأنجع الإجراءات لإنقاذه.

 

الرئيس على الهاتف

رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني اتصل شخصيا بعائلة الطفل وطمأنهم باتخاذ أسرع وأنجع الإجراءات لإنقاذه، مهنئا قوات الجيش الجوي والمندوبية العامة للأمن المدني وتسيير الأزمات على دقة المواكبة والتخطيط والتنفيذ.

 

تحذير رسمي وجهود إغاثة متواصلة
أصدرت وزارتا الدفاع والداخلية بيانا مشتركا دعت فيه المواطنين في جميع أرجاء الوطن إلى واجب الحيطة والحذر عموما وخصوصا بالمناطق المعرضة لخطر السيول خلال موسم الخريف.

وفي بيان مستقل وفي شأن ذي صلة أصدر الجيش الوطني بيانا قال فيه إنه في إطار مشاركته في التصدي للكوارث الطبيعية والحالات الإنسانية، وتلبية لنداء الاستغاثة الذي أطلقته الساكنة والمنتخبون المحليون والسلطات الإدارية في مدينة انبيكه عاصمة بلدية تامورت النعاج، باشرت وحدات من الجيش الوطني خلال اليومين الأخيرين عمليات إغاثة لسكان هذه المدينة، حيث نفذ أفراد المركز الوطني لتدريب المغاوير عمليات تدخل لصالح جميع المنكوبين المحاصرين بمياه السيول، التي قطعت الطريق الرابط بين انبيكة وتجگجة عاصمة الولاية.
وقد شملت عمليات الإنقاذ، إخلاء المواطنين المتضررين إلى مناطق آمنة، مع توفير الرعاية اللازمة لهم.

 

 

تآزر تتدخل..
أعلن المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "التآزر" محمد عالي ولد سيدي محمد، تقديم معونة مادية وتأمينا صحيا للطفل محمد أحمد ولد محمد "شبُّو" وأسرته.

 

وقال المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "التآزر" في بيان، إن التأمين الصحي الذي تقرر منحه للطفل وأسرته، سيمكنه من الاستفادة من الخدمات الطبية التي ستساعده على تجاوز الآثار الجسدية والنفسية للمحنة.

 

صور متداولة

وبعد ساعة من إنقاذه ظهر الطفل شبو في صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو رفقة أفراد من عائلته بعد أن أجريت له فحوص طبية للاطمئنان على صحته وتغذيته، قبل أن يستسلم للنوم بعد ساعات طويلة وعصيبة تمسك فيها بالحياة وحصد تعاطف واهتمام الموريتانيين.