ولد الغزواني: موريتانيا عانت كما هو حال بلدان الساحل من وطأة سنوات عديدة من الجفاف

قال رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، إن موريتانيا عانت كما هو الحال في بلدان الساحل الأخرى، من وطأة سنوات عديدة من الجفاف أدت إلى إزالة الغابات وتدهور التربة، وبالتالي إلى خسارة مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة مما أدى إلى تضرر السكان خاصة الأكثر هشاشة والأقل قدرة على المقاومة والصمود مثل صغار المنتجين والمنمين.

وأكد ولد الغزواني، في خطاب ألقاه يوم أمس أمام الدورة الـــ15 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر المنظم في أبيدجان بكوديفوار، أنه "مهما كانت خطورة الوضعية فهي بالتأكيد ليست قدرا محتوما، فما زال بإمكاننا دائما أن نتحكم في مصيرنا ونقلب الوضعية من خلال العمل على تأهيل التربة المتدهورة وحوكمة الموارد الطبيعية والتركيز على التكوين والإعلام ومحاربة الجفاف وتعبئة المصادر المالية الكافية لتنفيذ المشاريع المشتركة لمكافحة التصحر".

وأضاف ولد الغزواني، أنه في هذا السياق "يشكل السور الأخضر الكبير برنامجا رائدا يهدف إلى إعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة إلى دائرة الإنتاج، ويعزز برنامج الاستخدام الواسع للطاقة الشمسية في المناطق الريفية للحفاظ على الغذاء وإنشاء سلسلة القيم المحلية مع توفير ملايين الوظائف الخضراء التي ستفيد الشباب إلى حد كبير".

وأوضح ولد الغزواني، أنه من خلال "تثبيت الشباب في أماكنهم الأصلية ووضع وسائل الإنتاج وتوفير الثروات لهم، نحميهم من محاولات الهجرة غير النظامية ومن الإيديولوجيات المتطرفة، وبهذه الطريقة، نساهم أيضا في الأمن الغذائي لدولنا، الذي كشفت الأزمات العالمية الأخيرة هشاشته، مؤكدا أن موريتانيا مصممة على التنفيذ السليم لمكونتها الوطنية والتي تم تضمينها بالفعل في خطة التعافي بعد جائحة كوفيد".

وطالب ولد الغزواني، شركاء السور الأخضر الكبير "بالبحث مع الدول الأعضاء في المبادرة سبل تسريع تنفيذ البرنامج الميداني، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار يتعين البحث عن إجراءات فعالة لتقصير الآجال وتسريع التنفيذ سواء على مستوى البلدان أو على مستوى الشركاء الدوليين، إذا كنا حقا نرغب في تحقق مجموعة الأهداف التي حددناها في أفق 2030".

وشدد ولد الغزواني، على أن "تعزيز التعاون الدولي ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى ويجب علينا بشكل فردي وجماعي أن نستثمر في مجال مكافحة التصحر على نحو لم يسبق أن فعلناه من قبل، فلا يكفي فقط أن نجد حلولا مبتكرة، ولكن أيضا تطوير تضامننا بصورة أكثر فاعلية، فهذا ضروري لمستقبلنا المشترك".