الوزير بين زمنين../ باب ولد حرمه
كانت عشرية عزيز عشرية جعجعة ووطنجية وبلطجية وبلاغيات.. وكانت الكلمة تهوي بصاحبها بين الوزارات والإدارات سبعين خريفا.. امتلأت الأرض بالرطانين والمتفذلكين، وظهرت الجعفريات والإسحاقيات الكنتيات والمحمَّـيات وغيرها..
كانت جوقة غير منسجمة، لكنها كانت تحاول أن تطرب الأذن ذاتها..
كان ولد محم يطعم عزيز من الثناء إطعام من لا يخاف الفقر، وكان ولد أجاي يخشى، أيام كان لا يخشى، أن نفنده حين يرى بوادر نهضة غير مرئية..
كان الكنتي يسمع صهيل خيل ابن تاشفين مع تدشين كل حنفية في الترحيل، ويفتح الأندلس غازيا مع كل خطاب يلقيه عزيز، كان حينها وطنيا.. وكانت تتراءى لولد حرمة الله جبال الألب السويسرية حين يطل عبر شبابيك الإذاعة الوطنية ووزارة الاتصال.. وقد انفرد سفيرنا في العراق ولد أحمد عيشة بمذيعة في قناة الرافدين، فضاعف دخلنا الوطني ألف مرة، ومد قرانا ومدننا جميعها بالكهرباء.. وكان صديقي جعفر يقول كلمته، ويمضي.. إلى أين؟؟
ثم كان ما كان، وكان على هؤلاء الفرسان المغاوير، بعد تيه طويل، أن يترجلوا قليلا عن صهوات الجياد ويغمدوا سيوفهم، ليسيروا سير رئيسهم الراجل..
بدا وكأن الوزراء والمسؤولين قد التقطوا، بعد عام من الحذر والتوجس، خيطا ما، فتسابقوا لحمل حقيبة ولد داداه في وادان..
ثم خرج غزواني ليلا، مع عسسه وكبير شرطته، ينظر في أمن العباد ومصالح البلاد، فتبعه الوزراء والمسؤولون..
غص الفيسبوك بصور الابتسامات، ومداعبة أبناء الهامش والمعدمين والطماطم والتين والزيتون، والتأمل في مشاريع الطرق المتأخرة عن آجالها.. وجاءت المنصات لتواكب هذا الطلب المتزايد على الوزير الودود الطيب ذي الخلق الحسن المنهمك انهماكا في أداء مهامه، ونودي في البلاد على المستشارين الإعلاميين والصحفيين..
حتى ولد باية حاول أن يكون ودودا، لكنه ما استطاع إليها من سبيل.
وحده السعد ولد لوليد ما يزال يعيش عزيزية متأخرة.. ما يزال يضمن مقالاته وخطاباته عبارات من قبيل الرمز والمؤسس.. ويبدو أن وزير النقل الجديد، هو الآخر، عزيزي أخره الله..