لماذا نصوم! / خالد الفاظل
هذا الصباح على طاولة مستديرة ورذاذ الثلج يتساقط شفافا وخفيفا من وراء النافذة، كنت محاطا بزميلات من جنسيات متباينة. إسبانيتان إحداهما من إقليم "أندلُسيا". وثلاث لاتينيات، كولومبية وأرغوانية وأرجنتينية. ويابانية، وفرنسية، وكوسوفية. كنا نتبادل أطراف وجبات متباينة النكهات أعدتهم بعض الزميلات لإبراز التراث المطبخي في بلدانهن. طبعا جئت خالي الوفاض لأنني لا استطيع حمل "تبصيل" من الكسكس داخل حقيبة الظهر. مع أن أكل كسكس جيد "البرمة" في جو بارد يوم الجمعة، سيكون خرافيا خاصة مع شيئ من (الدهن والتيشطار). لكن، عندما وصل تدوير الوجبات طبقا من مكوناته لحم الخنزير. كدت أن أتناوله لولا أن نبهتني الكوسوفية. لأنه بدا شبيها بالجبنة ونطق بمصطلح لا أعرفه مسبقا. امتناعي أنا والكوسوفية عن أكل الطبق جعل من مسار الحديث يتدفق نحو الدين لينتهى به المطاف بشهر رمضان. كان النقاش خفيفا ومثمرا وصحح بعض التصورات السلبية المأخوذة من الإعلام. قبل أن تطرح الإسبانية سؤالا: "لماذا تصومون وما الجدوى من الجوع والعطش طيلة النهار؟. طبعا الإجابة على السؤال كانت تتطلب بعض العمق اللغوي أفتقده أنا والكوسوفية وصاحبة السؤال أيضا. لذلك، أعتقد أن خلق أي نقاش عميق دون امتلاك مخزون لغوي كافي لغمر التفاصيل ربما يعرقل الحجج ويجعلها ضعيفة وهي ليست كذلك. طبعا سؤال الإسبانية كان الأبرز، لأنني شعرت أنه يستند على فضول معرفي خالي من الأحكام المسبقة..
لذلك من لديه محتوى مفيد، مرئيا كان أو مكتوبا باللغة الإسبانية عن الصوم، فليرسله لي. أعود وأكرر، محتوى عن ماهية الصوم، وليس عن التشكيلة الأخيرة لحكومة الخميس.
رمضانكم مبارك وكريم