تفكيك الشفرة.. / باباه سيدي عبدالله

 

كلمات تختزل أحلامنا المشروعة : مدرسة وطنية جمهورية لنا و لأبنائنا وأحفادنا وأجيال المستقبل، إدارة ذات مصداقية تخدمنا بالقُرب والفاعلية، صحافة مهنية ملتزمة تثقف وتقوّم وتنير، وقضاء عادل وحاسم.
لقد وُفق الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فى اختيار مناسبة تخرج فوج كبير من طلاب المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء ليلقيَ خطابا لا نبالغ إذ قلنا إنه كان بامتياز خطاب (الإدارة والمواطن).
تكررت هاتان الكلمتان على لسان الرئيس ،جمعاً وإفراداً ،حوالي سبعين مرة فى سياقات ذات صلة بكلمات مفتاحية أخرى نالت أمكنتها فى فقرات الخطاب مثل: الشباب، الكفاءة، الكرامة، الحقوق  التظلمات، التراكمات، الأخطاء ، الاختلالات، انعدام الثقة وشبه القطيعة.
ووردت كلمتا ( لا ينبغي) و (الرئاسة) سبع مرات للتعبير عن رفض واقعً لا نُحسَد عليه، وللإشارة إلى أن (الدار الكبيرة) تحوّلت إلى بريدٍ لتظلمات وشكاوى المواطنين من الوزارات والمصالح الخدمية فى الدولة، وأن مستشاري الرئيس لا ينفكّون سُعاة بهذا البريد إلى الجهات المشتكَى من بطئها وتقصيرها فى خدمة المواطنين.
لهجة ومحتوى خطاب الرئيس ( أمثلةً و جُمَلا تقريرية)، وسرعة اجتماعه بالوُلاة ومسؤولي الإدارة الإقليمية عززت لديّ الأمل والحاجة الماسة إلى خطوات أخرى تتجاوز عتبة ( لا ينبغي) إلى سقف الإصلاح الجذري، ولا تمنح ( العاجزين الفاشلين فى خدمة المواطن) هامشَ مناورة لمنع (القادرين المؤهلين للنجاح) من ولوج الإدارة والإسهام فى الإصلاح.
لقد فتح الرئيس باب (المغادرة الطوعية départ volontaire ) وأرجو أن لا يختبر البعض قدرته على استخدام أسلحة الفصل والتجريد، إذْ ليس بعد الإحراج إلا الإخراج.
ليس بين الإدارة والإرادة إلا تبادُلٌ للمواقع بين (همزة) قوية للمتكاسل ، و( راء) لسبيل الإصلاح وساع إليه، و (دال) على النهج الأسرع والأنجع لبلوغه، وكل هذا لديكم، فلا تخيبوا آمالنا ، يا فخامة الرئيس.
ليكن خطاب 24 مارس 2022 بداية للقطيعة مع الواقع المختل الذي شخصتموه والذي يستدعي عملية جراحية لا تقبل التأجيل ولا التخدير.