اين نتائج فحوص الوركه؟

قبل حوالي سنة من الآن، وعقب ضجة أثيرت حول سلامة ماركات الشاي الصيني الأخضر المستوردة إلى بلادنا، إثر فحوص أظهرت سمّيّته في مالي المجاورة، أعلنت وزارة التجارة في حينه أنها أرسلت إلى مختبر في الخارج عيناتٍ من هذه الماركات لفحصها والتحقق من سلامتها وصلاحيتها للاستعمال الآدمي. ثم كررت الإعلانَ ذاتَه عقب نشر مجموعة من الموريتانيين نتائج اختبار عينات من ماركات الشاي المذكورة، لدى أحد المختبرات الأوروبية. وجاء الإعلانُ الأخير بصيغة غاضبة، يفهم منها أنه لا أحد يحق له التدخل أو الاهتمام بموضوع يخص صحة المواطن الموريتاني سوى الوزارة إياها أو ما في حكمها، وأنها مهتمة للغاية بموضوع سلامة الشاي وتعكف على متابعة إجراء الاختبارات الضرورية، بكل عناية وحرص. وهذا مع العلم أن فحوصاً مخبرية مثل هذه لا تستغرق أكثر من بضعة أيام، وأن تكلفتها المالية محدودة نسبياً، لذلك قام موريتانيون مغتربون في أوروبا بإخضاع عشر عينات من الشاي للفحص على حسابهم الشخصي، وخلال أيام قليلة كانت نتائج الفحص المخبري بين أيديهم.  
 والسؤال الآن، بعد مرور كل هذا الوقت وصدور ذينك البيانين وما حملاه من وعود وتأكيدات، هو: أين نتائج فحوص الوركة؟ وكيف تبخَّر فجأةً قلقُ الوزارة من سمّيّة الشاي المستورد على صحة المواطن؟ وهل يعقل أن نبقى كل هذا الوقت نراوح بين آدواخ وبين الخوف من سمية الوركة في انتظار فحوص وعدت بها الوزارة ولا نعرف متى توافينا بنتائجها؟ وأهم من هذا: هل تراهن الوزارة على سرعة نسيان الموريتانيين وضعف ذاكرتهم، أي على موت مزيد منهم إن لم يكن بسبب الملوثات الكيميائية في الشاي فسبب آدواخ جراء الامتناع عن تناوله كل هذا الوقت؟!