ولد داهي أمام الجمعية العامة لليونسكو: موريتانيا "مدينة للعلم والثقافة بالوجود"

وصف وزير الثقافة الموريتاني، المختار ولد داهي، بلاده بالقول إنها "مدينة للعلم والثقافة بالوجود"، مؤكدا "أن صيت علماء الشناقطة تجاوز الفضاء الإفريقي والعربي والمشرقي،إلى الفضاء العالمي". 

وأضاف ولد داهي، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة لليونسكو، أن كل المهتمين بالعلم والثقافة يعرفون جيدا إسهامات العلماء الشناقطة "الذين كانوا سفراء للبلد قبل قيام الدولة الحديثة".

وقال ولد داهي "من هنا، ونتيجة هذا الواقع كانت المعرفة والثقافة دوما إحدى الأولويات في أهدافنا وفي استراتيجياتنا ، تماما مثل التنمية والحرية والديمقراطية .."

وأكد وزير الثقافة أمام الرئيس التونسي قيس سعيد وحضور حفل افتتاح المعرض، أن موريتانيا ظلت دائما قناة تواصل وتلاق بين حضارات وشعوب شواطئ المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وضفاف وأحواض غرب إفريقيا، مؤكدا أن بلده "لا تدفعه المصالح والأغراض لتبني المواقف ؛وإنما العدل والإنصاف فقط"، بحسب تعبيره. 

وأوضح ولد داهي أن النظام السياسي الحالي، "يتبنى استراتيجية واعية وواضحة، تقوم على أساس مواجهة الهشاشة والفوارق الطبقية والاقتصادية بين المواطنين، "وقد عبئت لذلك الوفير من الطاقات والموارد، كما وضعت له طرق ومسالك شتى، كتطوير البنية التحتية، وتعزيز منظومة الشغل، وتوفير الضمان الصحي والاجتماعي، وتوزيع مخصصات مالية منتظمة، وقطع أرضية مهيأة للسكن؛ كل ذلك وفق دراسات موضوعية ومعيارية"، على حد تعبيره. 

وشدد الوزير، على أن "الشباب مثّل -نتيجة اعتبارات موضوعية- مربط الفرس في سياسة الحكومة التنموية،حيث تم تعزيز التعليم الفني والمهني، ومأسسة "المشاريع الصغرى" ومنح التمويل والتكوين اللازمين، من خلال وزارة مستقلة خاصة بهذا المجال".

ونبه الوزير، وهو الناطق الرسمي باسم الحكومة، إلى أن موريتانيا "تعيش فضاء سياسيا أريحيا؛ تمارس فيه المعارضة دورها الطبيعي، وتتمايز فيه السُلط"، مؤكدا أن الصحافة تمارس اليوم كامل حريتها؛ مع الوفير من الدعم المادي والمعنوي.

وأضاف الوزير "أن موريتانيا تعتمد استراتيجية ثقافية قائمة على أسس صلبة وواعية؛ تركز على الأساس البشري الذي يهتم ببناء الإنسان الكفء المستعد للاضطلاع بمسؤوليته كاملة في إدارة وخدمة الثقافة، والتعاطي مع الشركاء الثقافيين". وكذلك الأساس العملي؛ الذي يُعنى "بالأنشطة والفعاليات الثقافية، وفنون الأداء في مجالات الأدب، والفنون الجميلة والتراث".

وأساس برامجي؛ يعنى بالفعاليات الثقافية الكبرى كاستضافة العواصم الثقافية، وتنظيم المعارض الدولية والمهرجانات المتخصصة، مع التركيز على الأساس الإنشائي؛ المتمثل في إنشاء بنية تحتية ثقافية صلبة.

وشدد وزير الثقافة على أن القطاع عازم على ترميم ما يحتاج الترميم من تراث موريتانيا المادي، وتثمينه كله؛ بل وصيانة وتثمين التراث اللامادي أيضا.

وفي مجال التعليم، أكد الوزير أن موريتانيا شرعت في تشخيص علمي دقيق، شارك فيه العديد من الخبراء والمختصين، وتوج بأيام تشاورية طبعتها الدقة والصراحة والصرامة، مؤكدا أنه" سيشرع فورا في تنفيذ مخرجاتها".

وختم الوزير كلمته بالقول: "فخورون بأننا نتقاطع مع منظمتنا (اليونسكو) في الكثير من الاستراتيجيات والأهداف، القائمة على خدمة الإنسان في جميع ميادين حياته، ونبارك دائما وأبدا هذا الجهد العظيم الذي تبذله منظمتنا منظمة اليونسكو، من أجل التربية والثقافة والعلم..".