مسابقات القرآن.الكريم.. والاحتفال بالمولد النبوي/ أحمد أبو المعالي

في معظم الدول الإسلامية تشرف المؤسسات الدينية الرسمية، وأحيانا غير الرسمية على مسابقات كبرى في حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره ويشرف على المسابقات خيرة العلماء والحفاظ ويشاركون في لجان التحكيم أو لجان الإشراف وأقل الإيمان الثناء على هذه المسابقات والإشادة بها وتحفيز النشء للمشاركة ..وتصرف فيها الأموال الطائلة والسبب واضح كما يبين العلماء والمشايخ أن مثل هذه المسابقات ضرورية لخدمة القرآن الكريم والتحفيز على حفظه والتعلق به..وهي دليل على خيرية هذه الأمة وتعلقها بالكتاب الكريم وهي نوع من التعظيم المطلوب لهذا الكتاب العزيز الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

لكن بعض هؤلاء المشرقين على هذه المسابقات لاينشب أن يصدح ملء وسعه ناهيا وزاجزا عن الاحتفال بالمولد النبوي واعتبار ذلك بدعة لم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعلها الصحابة ولا سلف هذه الأمة ..لكنه لم يسال نفسه عن السر وراء مساهمته في نشاط المسابقات القرءانية وهي ليست واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها الخلقاء الراشدون ولا القرون المزكاة فلم يثبت أنه كانت هناك مسابقات يجازى فيها الفائزون بهدايا مادية بل كان العنوان الرئيسي للقرآن الكريم حفظا وتجويدا هو الجزاء الأخروي فقط..ولم يقل إن صرف تلك الأموال تبذير وإسراف وبالتأكيد فإن المقارنة واردة هنا فلقد كان الصحابة رضي الله عنهم والتابعون متعلقين بالقرآ الكريم .ومنهمكين فيه لاتلهيهم عنه تجارة ولا بيع ولما فترت الأنفس وضعفت الهمم كانت مثل هذه المسابقات القرءانية تحفيزا للطلاب وترغيبا لهم ..ولقائل-أن يشاكل منكري الاحتفال بالمولد النبوي - أن يعترض ويقول مثل هذه المسابقات التي تحتوي جوائز قيمة لم يفعلها الصحابة ولسنا بأحرص منهم على نشر كتاب الله تعالى ولا تعظيمه ..وقل الشيئ ذاته في المولد النبوي فلم يكن الصحابة رضوان الله تعالى وسلفهم من التابعين ىحتاجون لما يذكرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم فكان حاضرا في أذهانهم كل ءان وكل حين ويتذكرونه الأيام كلها فلما تباعد الزمن وتخلخلت النفوس احتيج لتذكير الناس بهذا اليوم الذي أنعم الله فيه على البشرية بميلاد سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ..وما الأفراح والموائد وإكرام الناس إلا للتحفيز على تعطيمه وتوقيره تماما كما تؤسس المسابقات للغرض ذاته والهدف عينه..فلنتأمل ولنتدبر.

ولو احتج قائل .بأنه يتجلى في هذه الاحتفالات أحيانا ما ينكره الشرع فذلك عرض خارجي غير لازب كما أن دفع المال الحرام ومخالفة الشرع في تظاهرات المسابقات القرآنية غير جائز ولا يحول دون فعلها بطرق مناسبة

ولم يرد عن أحد من الصحابة أنه كان يسير في المدينة حافي القدمين إجلالا لتراب وطئه النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم ينكر ذلك على الإمام مالك رحمه الله تعالى ولم يحتج عليه بأنه ليس أكثر حبا للنبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم

وقل نفس الشيء في تعطره وتطيبه لدرس الحديث النبوي إجلالا وتقديرا

نعم ليس عيدا شرعيا لأن ذلك مرتبط بشعائر محددة شرعا ولم يزد المسلمون المحتفلون شعيرة لهذه الذكرى كالفطر والصلاة والأضحية وإنما ابتهاج بذكرى أعظم حدث شهدته البشرية عبر مسارها وتسميته عيدا تسمية لغوية لا شرعية 

ولو تأملنا الأمر مليا لقل الجدل و خف التنابز والاختلاف.