لمن يريد صعود أسهمه هذه الأيام
لمن يريد صعود أسهمه هذه الأيام
لكل شاب ذاق مرارة البطالة و التهميش ..
لكل من يريد الحصول على تعيين أو صفقات تراض أو مشاريع مدرة للدخل ..
ماعليك سوى تنزيل لوحة مفاتيح التطبيل و أطلق العنان لمواهبك و فرج عن دموع حرمانك بالضحك الهستيري على واقعك..
بأصابعك الصلبة دق الأزرار و مجد الانجازات.. لا تقلق عند شعورك بغثيان الخزي و امتعاض الضمير، تناول كأس الوقاحة وتراشف على مهل نبيذ النفاق، وحين تتراقص الحقائق أمامك ويبدأ وخز الضمير ألبسها حلة الرقص و طوق خصرها بخلخال التلفيق و هز ساقها إليك يساقط تحريفا و تلبيسا ..
دعها تترنح أمامك كمهرة منتصرة في سباق حماسي.. واعزف عبارات الوهم و التملق و التشفي على لوحة مفاتيح هاتفك ..
سطر بماء وجهك المنسكب: عاش الرئيس.. الرجل المناسب في المكان المناسب.. عهد جديد.. قطيعة مع الماضي.. أنجز حر ما وعد.. الوطن بخير.. أراجيف الحاقدين.. قطيع ماعز يتراقص ترحيبا بقدوم وزير ..الملف قضائي .. الدنيا دار زوال.. يستحق الرئيس السابق مصيره.. كما تدين تدان.. نجحت سياسات الحكومة في .. الانفتاح السياسي..
وسَوِّفْ كثيرا و اسكب ما في وسع خيالك من ألوان، شكل الغيوم على مزاجك و غط بها كل تقصير و كل فشل وحث المواطنين على الزراعة عندما تطفو على السطع مشاكل الأمن الغذائي و حذرهم من مخاطر الكولسترول عندما تتعالى أصوات العاجزين عن شراء قطعة لحم أو دجاج أو سمكة..
راقب بحرص نبض الشارع وانشر فوائد الصيام و عظمة أجره إذا لاحظت لهث العطشى بحثا عن برميل ماء..
كن ذكيا و حاول أن تجد كبش فداء لكل فشل ذريع لا يغطيه ما ينسجه ذهنك من غيمات فاكتب من حين لآخر: "أنا كموالٍ للنظام أرفض أن يتلاعب المسؤول الفلاني بمصالح الشعب، أتمنى أن يتدخل الرئيس لحل المشكل و معاقبة المسؤول".. سينخدع بك من المؤلفة قلوبهم و يحيون فيك روح الصدق و عدم الانحياز للنظام على حساب الشعب..
ولا تنسَ أن تخرج سائحا في أيام احتدام فضائح النظام و تسريب الوثائق، في تلك الحالة انشر أدعية السفر و صور المناظر الطبيعية..
طالب دائما بمناسبة ومن دونها بتفعيل دور الاعلام الرسمي و أوهم المتلقي بوجود تقصير في تسويق انجازات لم يقل الله لها كوني فلم تكن..
و حاول العثور على تدوينات لك بتواريخ قديمة أثناء العشرية وعدلها لتبدو كما لو كنت تنتقد الأوضاع آنذاك وعنون ذلك ب: "كتبنا ننتقد ولد عبد العزيز في الوقت الذي كان الكل يطبل له" عندها ستعظم في أعين بعض الأبرياء و بعض الحاقدين على العشرية و قد يبتسم لك حظك فيقع منشورك بين يدي أحد المسؤولين فيستدعيك ليرفع عنك الظلم ويقدمك كمظلوم استفاد من استرجاع حقوقه في زمن العدل و المساواة ..
أما إذا كنت من أصحاب الصور الشائعة في الوقفات و المسيرات المعارضة خلال العشرية فدع ساحات النضال للجوعى والعطشى يقمعون فيها و أنشد قول أبي نواس:
دع المساجد للــعباد تسكنها @@ وسر إلى حانة الخمار يسقينا
ما قال ربك ويل للأولى سكروا @@
وإنما قال ويل للمصلينا
"تشيك تشاك تشوك أنت مناضل"
عزيزة بنت البرناوي