الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد أبات رجل مبادئ
بعد تحقيق دقيق لمجريات الامور في المنظمة الافريقية اتضح بجلاء ان ماتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، عن تحركات البرفسور، محمد الحسن ولد لبات داخل الاتحاد الأفريقي، من أجل قبول عضوية إسرائيل كمراقب دائم في الاتحاد، معلومات عارية من الصحة ولا أساس لها على الإطلاق.
حريٌ بكل من ينشر أن يتوخى الدقة والصدق فيما يكتب أو يدون، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق برجل مثقف وضليع في القانون، ودبلوماسي محنك، خبر أروقة المنظمات الدولية والأفريقية، وله مواقف مشهودة من القضايا العادلة.
ماجرى بشكل واضح ومفصل، هو أن البرفسور ولد لبات، والذي يشغل الآن منصب مدير لديوان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، لا يتصرف ككل مدير ديوان الا وفق الصلاحيات التي يفرضها عليه منصبه و التعليمات التي تصدر اليه
ومن الضروري الإشارة حتى نفهم أكثر سياق الموضوع، أن الاعتراف بصفة مراقب لدولة أو منظمة من خارج الاتحاد، هو امتياز حصري للرئيس، وبالتالي ليس لأحد مهما كان منصبه أن يتدخل فيه .
والحاصل أن مجموعة من 44 دولة عضوا في الاتحاد، لديها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، حتى أن بعضها يتبادل معها السفراء، كما أن هناك دول من الاتحاد تعارض فكرة الاعتراف بصفة مراقب لاسرائيل.
وكانت المجموعة التي تربطها علاقات بإسرائيل تضغط منذ شهور على الرئيس لاستخدام صلاحياته، من أجل الدفع لصالح إسرائيل كمراقب إلى الأمام بعد ان اصبح الاتحاد الافريقي يعترف بمبدا الدولتين .
وأمام تحرك هذه المجموعة التي تشكل وزنا معتبرا داخل الاتحاد، تحركت الدول المعارضة، وعبرت عن تحفظها ومعارضتها الشديدة للفكرة، وهو مادفع الرئيس لعزمه تقديم تقرير لمجلس الوزراء المقبل، وفق النصوص المنظمة فلا غرابة ان يلتقي ولد لبات بهذا السفير او ذاك من الطرفين المتعارضين لسبر الطرق لايجاد حل بحكم كونه مديرا لمكتب الرئيس، ومستشارًا استراتيجيا له. فذلك تخصص الرجل و روتين العمل لكل الموظفين السامين في كل المنظمات الدولية.
وأمام هذه التسلسل لحيثيات ماجرى بالتفصيل دون زيد ولانقص، يدرك المتحري أن ولد لبات لم يساند أي قرار ولم يقدم دعما لاسرا ولاجهرا، لأي طرف على حساب الآخر اذ تفرض عليه وظيفته التقيد التام بعدم الافصاح عن رايه الشخصي. فكلما تم بثه مجرد أراجيف وإشاعات مغرضة مالوفة في هذه الحالات.
ونظرا لمركز البرفسور، بصفته مديرا لديوان رئيس الاتحاد، وكونه كذلك في قلب الأخذ والرد في هذه المسألة التي يثار حولها الآن الكثير من الجدل فمن الطبيعي أن يجد أصحاب الشائعات والمرجفون، مسوغا لمايروجونه من زيغ وافتراء، في حق رجل حقق نجاحات هامة في الدبلوماسية الأفريقية، والمنظمات الدولية.
ويعتبر ولد لبات من كبار الخبراء في الملفات الأفريقية ويحظى بشبكة علاقات واسعة واحترام كبير في القارة السمراء، بالإضافة إلى صِلاته القوية بالنخب السياسية والمثقفة في العديد من دول العالم.
الكاتب الصحفي: بشير ببانه