إسلاميو موريتانيا: العثماني مسؤول عن هزيمة "العدالة والتنمية" في انتخابات المغرب
تطابقت مواقف الإسلاميين الموريتانيين تجاه الهزيمة النكراء التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الانتخابات التشريعية المغربية، التي جرت أمس الأربعاء، وحولته من الحزب الأكبر في البرلمان والمسيطر على الحكومة، إلى المرتبة الثامنة بواقع 12 مقعدا برلمانيا مركونا في زوايا مقاعد المعارضة، وخارجا بشكل كلي عن دائرة التشكيلة الحكومية المرتقبة، والتي يتزعمها غريماه التقليديان حزب الأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة.
القيادي الإسلامي البارز في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل الموريتاني، محمد غلام الحاج الشيخ برر هزيمة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي بتراكم عوامل"لا حصر لها ، لتنحيته وإفشاله ، منها الداخلي ومنها الخارجي".
وأضاف، في تدوينة نشرها اليوم عبر صفحته في فيسبوك، أنه "ورغم مرارة الصدمة التي لحقت بالحزب، فمن المهم ظهور الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية كأحزاب عادية تفوز وتهزم تقف وتعثر ، كما أن من المهم في ممارسة الواقعية السياسية الانتباه إلى الخطوط الحمر المرجعية - والشعبية - ورفع البطاقة الحمراء أوان المساس بها"، وذلك في إشارة إلى مباركة الحكومة التي يقودها الإسلاميون للاتفاق الموقع بين المغرب وإسرائيل.
أما القيادي بحزب تواصل والإعلامي والحقوقي الشهير، أحمد الوديعة، فقد رأى في هزيمة حزب الإسلاميين في المغرب "لحظة مناسبة للتعلم، حين يمتلك المنهزمون شجاعة معرفة الأسباب ويتحلون بإرادة التصحيح ويوفقون في استخلاص العبر".
ومضى الوديعة، في تدوينة نشرها اليوم عبر صفحته في فيسبوك، أن "ما جرى في المغرب مزيج من:
١- استمرار مقاربة مخزنية عتيقة (طبقت من قبل على اليسار )دأبت على توريط القوى الصاعدة في ممارسة سلطة يحال بينهم مع الإنجاز من خلالها (البلوكاج)، ثم يتعامل معها بمنطق "انتهى الاستشهاد ".
٢- حصاد سياسة السقف الواطئ التي طبعت المقاربة السياسية لحزب العدالة والتنمية في مساره السياسي منذ البداية ؛ تلك المقاربة التي ورطت الحزب في مواقف خصمت من رصيده الشعبي، وقد كانت خطيئة التطبيع أبرزها".
وحاول الكاتب الصحفي الإسلامي أحمد محمد المصطفى، رئيس تحرير وكالة الأخبار المستقلة، التقليل من شأن هزيمة الاسلاميين في المغرب، قائلا إنه "من مقتضيات الديمقراطية البدهية، وأركانها المكينة؛ التناوب على السلطة؛ أي أن تفوز وتخسر، تتراجع وتتقدم، وفوزك لا يعني خلودك في الحكم، وخسارتك لانتخابات ما لا تعني النهاية".
ولم يشأ أحمد محمد المصطفى، في تدوينة نشرها اليوم عبر حسابه في فيسبوك، تفويت الفرصة لتحميل رئيس الحكومة المغربية المنصرف، سعد الدين العثماني، مسؤولية الهزيمة بالقول: "حين يرى الشعب في مشروعك ما يطمئنه على حاضره ومستقبله، سيرفعك إلى أعلى المناصب، وحين يرى أنك خذلته، أو قصرت في أداء حقوقه، فسيعاقبك..".
لكنه استدرك مقللا من شأن الهزيمة لصالح ترسيخ القيم الديمقراطية، مؤكدا أن "الأهم هنا، بل الضروري، أن تظل قواعد التناوب سليمة، ومتفق عليها، وأن تستقبل رسائل الشعب بما تستحقه من تقدير واعتبار..".
أما الصحفي الإسلامي سيد أحمد محمد باب، مدير موقع زهرة شنقيط، فقد ركز على أن هزيمة حزب العدالة والتنمية المغربي كانت نتيجة طبيعية لاعتزال قائده السابق عبد الإله بنكيران، مشيرا إلى أن "القادة لايخسرون معاركهم لكنهم ينحون أمام العواصف بلطف فى انتظار لحظة الحقيقة!..".
ووصف بنكيران، في تدوينة نشرها اليوم عبر صفحته في فيسبوك، بأنه "كان صانعا لمجمل التحولات الكبيرة فى تاريخ الحركة الإسلامية والحزب الممثل لها، وصاحب شعبية هزت أوساط المملكة، ولديه رأي يقوله ويقف عنده، وصاحب خطاب شعبوى له أنصاره ومحبوه.".
وقال إن رفاق بنكيران "أزاحوه بشكل غير أخلاقى أو قل تخلوا عنه حينما قرر مواجهة رجال الملك، وحاولوا الإبقاء على شعرة معاوية مع الملك ورجاله، وتطاولوا عليه فى أكثر من موقف، ولم يعيروا تصريحاته وتوجيهاته أي إهتمام، وصنفوها محاولة تحكم من رئيس سابق يعتقد أن الحزب من دونه صفر.".
وأضاف: "صمت وأنزوى فى ركن بيته يراقب المشهد عن بعد، ويطلق صافرة الإنذار كلما أحس بخطورة المنحدر الذى يسلكه رفاق الدرب، وحينما حانت لحظة الحقيقة خرجوا بأسوء نتيجة يمكن أن يحصدها حزب حاكم لأكثر من 12 سنة، وخيم الصمت على القادة وهم يتابعون نتائجهم التى أثلجت صدور الخصم أكثر من الصدارة التى حققها، وأربكت الأنصار أكثر من قرارات الحزب الخاطئة وسلوك قيادته الضعيفة"، مؤكدا أنهم الآن "يجنون حصاد تهميش الكبار والعبث بالمؤسسات لطمر إرث مشترك كان بإمكانهم أن يستفيدوا منه، لو سيروه بعقلانية وشفافية وبشكل أخوى".