حكيم الصحراء: ديلول التباري
ﺣﻜﻴﻢ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ : ﺩﻳﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﺒﺎﺭﻱ( الحقيقة الأسطورة)
ﺩﻳﻠﻮﻝ ﺑﻦ ﺍﻟﻜﻴﺤﻞ ﺍﻟﺘِّﺒﺎﺭﻱ : ﻫﻜﺬﺍ ﻳُﺬﻛﺮ ﺍﺳﻤُﻪ، ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺭﻱ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﺮ ﻭﻫﻲ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺻﻨﻬﺎﺟﻴﺔ ﺍﻷﺻﻞ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻄﻦ ﺍﻟﺤﻮﺿﻴﻦ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻄﻦ ﻟﺒﺮﺍﻛﻨﻪ مقاطعة ألاك وكوركول خاصة مقاطعة مونكل ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻄﻦ ﺍﻟﯖﺒﻠﻪ، ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺩﻳﻠﻮﻝ ﺣﻴﺚ ﺗﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﻗﺼﺺ ﻣﻊ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﻩ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺳﺎﺣﻠﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺿﻴﻦ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻟﺒﺮﺍﻛﻨﻪ . ﻋﺎﺵ ﺩﻳﻠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﻭﻻ ﻳُﺬﻛﺮ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ﻟﻠﺤﻜﻤﺔ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﺃﻡ ﺑﺎﻟﺘﻄﺒﻊ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﺣﺪ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ، ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻋﻰ ﺇﺑﻼ ﻗﻠﻤﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﻗﺼﺼﻪ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ، ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺑﻞ ﻟﻪ ﺃﻡ ﻟﻐﻴﺮﻩ؟ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ !
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﺩﻋﻰ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻭﺃﺭﺍﻫﻢ ﺇﺣﺪﻯ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﺫﻫﺐٍ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪﻩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻘﺒﻮﺿﺔ، ﻓﺮﻏﺒﻦَ ﻋﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺃﺭﺩﻥَ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﺿﺔ، ﻓﻤﻨﻌﻬﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ، ﻓﻈﻠﻠﻦ ﻳﺼﺮﺭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﻓﺤﻢ ! ، ﻓﺘﻔﺎﺟﺄﻥَ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻦ : ﻳﺎ ﺑﻨﺎﺗﻲ ﺃﻧﺘﻦ ﻧﻔﻴﺴﺎﺕ ﻣﺎ ﺍﺧﺘﻔﻴﺘﻦ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ، ﺃﻻ ﺗﺮﻳﻦ ﺃﻧﻜﻦ ﺭﻏﺒﺘﻦ ﻋﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺎﺳﺘﻬﺎ ﻭﺃﺭﺩﺗﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﺘﺮﺓ ﻋﻨﻜﻦ؟
ﻭﻳﺮﻭﻯ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻩ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﻩ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺭﻋﻴﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺷﺨﺺ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﻻ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻟﻲ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺭﻋﻴﻲَ ﺍﻹﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺾ ﺇﺑﻠﻪ ﻻ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﺇﺑﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ !
ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﻗﻂ ﺇﻻ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻟﺬﻳﺬﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻢ ﺇﻻ ﻧﻮﻣﺔ ﻫﻨﻴﺌﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺁﻛﻞ ﻗﻂ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻐﺒﺔ ﻭﻟﻢ ﺃﻧﻢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻏﻠﺒﺔ ﻧﻌﺎﺱ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺑﻨﺎﺕ ﺗﺮﻭﻯ ﻟﻪ ﻗﺼﺺ ﻣﻌﻬﻦ، ﻭﻗﺪ ﺳﺎﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻴﻬﻦ، ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺑﺼﺮﺕ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺑﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﺇﺑﻞ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ، ﻭﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻣﻦ ' ﺍﻟﻬﻨﺘﺎﺕَ' ﺗﺘﺤﻴﻦ ﻧﻮﻡ ﺍﻟﺤﻲ ﻟﺘﺴﺮﻕ ﺍﻹﺑﻞ، ﻓﻨﺎﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺴﻤﻮﻉ : ﺍﻟﺪﺍﻩ ! ﺍﻟﺒﻞ ﺭﺍﺡُ ﻣﻨﻪَ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻠﻴﻠﻪ ﺍﺫﺭﺍﻫﻢ ﺛﻨﺘﻴﻦ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ : ﻻﻩِ ﺍﻭﺗﻮﻑ ﺍﻧﺴﺮﺣﻮﻩَ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺍﻓﺴﺮﺣﻪَ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ " ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ " ﻓﺎﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻲ ﻣﻨﺘﻈﺮﻳﻦ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﻹﺑﻞ ﻟﻠﺮﻋﻲ ﻟﻴﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻛﺎﺳﺒﻴﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺳﻴﺨﺴﺮﻭﻩ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺎﻗﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺭﻛﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﺩﻳﻠﻮﻝ ﻧﺒﻪ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺷﺪﻭﺍ ﺭﺣﺎﻟﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻤﺎ ﺑﺰﻍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ .
ألاك: بتاريخ 14 . 07 . 2021 الأستاذ سيد احمد عبدي