الغارديان تكشف عن مخطط كان سيهدد العرش الأردني
وهذا الأسبوع، ستحدد النيابة العامة، التي يوجد بحوزتها تسجيلات هاتفية ورسائل تم اعتراضها ومحادثات مسجلة، الأدلة الداعمة للاتهامات بالتحريض الموجهة لباسم عوض الله، الرئيس السابق للديوان الملكي، وابن عم الملك الشريف حسن بن زيد، وفقا لما جاء في التقرير.
وتقول الصحيفة إنه بعيدا عن قاعة المحكمة، ظهرت أيضا أدلة على أن "الخلاف العائلي ربما كان مدفوعا بمؤامرة أوسع".
وأوضحت أنه "يُنظر إلى أفعال حمزة المزعومة والمتآمرين المتهمين على أنها أصداء لمؤامرة أكبر يغذيها أقرب حلفاء الأردن"، مشيرة إلى أنها ربما عرضت حكم الملك عبد الله للخطر، لو فاز دونالد ترامب بفترة ثانية كرئيس للولايات المتحدة.
وبحسب الغارديان، فقد أفاد مسؤولون إقليميون باحتمال وجود صلات بين تصرفات الأمير حمزة المزعومة، التي وصفها مسؤولون في عمان بأنها تحريض وليس انقلابا، والنهج الذي اتبعه صهر ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط جاريد كوشنر في المنطقة بدعم صديقه وحليفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن تسجيلات هاتفية أطلعت عليها الغارديان أظهرت تنسيقا وثيقا بين الأمير حمزة والشريف حسن.
وذكرت الصحيفة أنه منذ الأشهر الأولى لرئاسة ترامب، انطلق كوشنر والأمير محمد على نطاق واسع عبر المشهد الإقليمي وتصرف كلاهما "من خلال الإكراه والترهيب وكانا رافضين للحلفاء الذين رفضوا تنفيذ ما يريدون".
ونقلت الغارديان عن مسؤولين بارزين في الأردن قولهم إن العلاقة الوطيدة عادة بين عمان وواشنطن، التي بُنيت على 50 عاما من التعاون الأمني، وصلت إلى نقطة الانهيار في ولاية ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطط الإدارة الأمريكية لإرساء السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، كانت الأمر الذي مزق القواعد التي تحكم عقودا من المحادثات والتفاهمات. وعلى الرغم من تأثره بشكل مباشر، لم يكن الأردن يعرف أيا من عناصر الصفقة الجديدة حتى الإعلان عنها في أوائل عام 2019.
ولفتت الغارديان إلى أن الخطة تجاهلت العديد من نقاط البداية لمحادثات السلام السابقة وكان هذا القرار غير مقبول بالنسبة الى الأردن لدرجة أن رئيس الوزراء في ذلك الوقت، عمر الرزاز، حذر من أن معاهدة السلام مع إسرائيل أصبحت في خطر.
وبحلول منتصف عام 2020، كان الملك عبد الله يتعرض لضغوط متزايدة، من قبل كل من واشنطن والرياض، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن الأردن يعتمد بشكل كبير على كلا البلدين. فبينما تساعد واشنطن في المقام الأول في تمويل أجهزته الأمنية، تساعد الرياض في دفع أجور القطاع العام.
وشعرت الرياض، في السر، باستياء من إحجام الأردن عن اتباع سياسة ترامب في الشرق الأوسط، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين في البلدين. وأثار تحدي الأردن غضب كوشنر والأمير محمد.
ومع تطور الصداقة بين كوشنر والأمير محمد، كانت العلاقات بين باسم عوض الله والرياض تتعمق أيضا. وانضم وزير المالية الأردني السابق، عوض الله، إلى لجنة في مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض في عام 2019.
وتشير الصحيفة إلى أنه في النهاية، خسر ترامب الانتخابات وسقط كل شيء.
وبعد اعتقال عوض الله في 3 أبريل/نيسان، سافر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى عمان للقاء مسؤولين أردنيين.
وعلمت الغارديان أن فرحان طلب إطلاق سراح عوض الله لكن مضيفيه رفضوا. وقالت السعودية إن فرحان لم يتقدم بأي طلب للأردن، وسافر إلى عمان للتعبير عن دعمه للملك عبد الله.
وبحلول ذلك الوقت، كانت دائرة المخابرات العامة تستمع إلى مئات الساعات من التسجيلات جميعها منذ 15 مارس/آذار.
ويقول المسؤولون إنه قبل ذلك بوقت قصير، أجرى الشريف حسن اتصالات مع سفارة (الغارديان تتوقع أنها السفارة الأمريكية في عمان)، طالباً الدعم لحمزة، مما أدى إلى تحذير الولايات المتحدة للاستخبارات الأردنية.
وتقول الصحيفة إنه مع انتخاب جو بايدن، تنفس قادة الأردن الصعداء وفضلوا عدم التركيز على ما كان يخططه أقرب صديقين للمملكة.