عرض فيلم "الموريتاني" على شاشات العالم
عندما طُلب من الممثل طاهر رحيم القيام ببطولة فيلم "الموريتاني" للمخرج الأسكتلندي كيفين ماكدونالد؛ هذا العمل الملحمي الذي يتناول قصة احتجاز شخص يُدعى محمدو ولد صلاحي لمدة 14 عاما، في معتقل خليج غوانتانامو دون توجيه تهم إليه، لم تكن معلوماته عن هذا المعتقل تزيد عن تلك التي يعرفها المشاهد الغربي العادي، الذي أُعِدَ له هذا العمل السينمائي.
لقد كان رحيم على علم بالأخبار المتداولة، عن تقارير تشير إلى إساءة الحراس في هذه القاعدة البحرية الأمريكية الواقعة في كوبا معاملة السجناء، لكن لم يكن بوسع هذا الممثل الجزائري الفرنسي - للأمانة - تخيل أن "دولة مثل الولايات المتحدة يمكن أن تسمح لجنودها بمعاملة البشر على هذه الشاكلة".
غير أنه شرع بعد توقيعه عقد بطولة الفيلم، الذي يستند إلى مذكرات ولد صلاحي المعنونة بـ "مذكرات غوانتانامو"، في البحث عن مزيد من المعلومات في هذا الشأن، وعندها كل شيء تغير
وقد أبدى ولد صلاحي ثقته في المخرج ماكدونالد لتقديم فيلم عن تجربته، ليس فقط بسبب التجارب السابقة التي خاضها هذا الرجل، في تقديم أعمال وثائقية مثل "لمس الفراغ" (2003) و"مارلي" (2012) ولكن أيضا لتجربته في أفريقيا، عندما قدم فيلم "أخر ملوك اسكتلندا". وينتمي هذا الفيلم إلى أعمال السيرة الذاتية، ورُشِحَ لجائزة الأوسكار، وقدم فيه ماكدونالد الممثل فورست ويتيكَر، في دور الرئيس الأوغندي الراحل عيدي أمين.
وبقدر اعتماد الفيلم على مذكرات ولد صلاحي، فيما يتعلق بكتابة السيناريو، فقد اعتمد القائمون على العمل على المعتقل السابق نفسه، لتقديم التفاصيل اللازمة لتصوير المشاهد، بأقصى قدر ممكن من الدقة. فقد كان بوسع ولد صلاحي أن يصف بالتفصيل، طبيعة العزلة التي عانى منها في غوانتانامو. إذ استخدم جسده لإعطاء قياسات دقيقة لماكدونالد وكارلين، للأقفاص والزنازين الصغيرة للغاية، التي احتُجِز فيها هناك. ومكَّن ذلك صُنّاع الفيلم، من بناء نموذج للمعتقل في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا.
المصادر: البي بي سي و وكالة الأناضول٩