لا يمكن استمرار تجاهل دائني الشيخ الراضى..والحل بسيط
كما قلت قبل سنة لا معنى لأن تمر السنوات على السنوات في دولة من المسلمين وفيها مشكلة تتفاقم بلا حل..؟
إلى متى سيظل دائنو الشيخ الرضى ينتظرون صابرين تسديد ديون من الواضح أن الشيخ الرضى لا يملك القدرة على تسديدها ولا يلوح في الأفق أي إمكانية لتسديدها من طرف خارجي؟
إن هذا الوضع قد يفضي إذا طال إلى ما لا تحمد عقباه، ولا تستطيع شريحة واسعة من الدائنين المحتاجين الذين لا ينبغي أن تذهب أموالهم سدى تحمله إلى ما لا نهاية.. مع أن تسويته في الواقع ممكنة بل بسيطة، وسبق أن وقعت حالات مشابهة لها في دول أخرى، وذلك عن طريق سداد الدائنين بأموال الزكاة..
وأقترح لذلك إحدى ثلاث طرق:
- الطريق الأولى: أن تأخذ الدولة الأمر على عاتقها فتنشئ لجنة خاصة تقوم بتوثيق هذا الدين، وفرز الدائنين وإنشاء صندوق زكاة مؤقت أو دائم يدفع فيه المحسنون وأرباب المال زكواتهم أو بعضها، ثم يتم تسديد الدائنين منها الأفقر فالأفقر فإن تساووا في الفقر فعن طريق القرعة فالأغنى فالأغنى بعد ذلك حتى تسدد جميع الديون على مدى ما تحتاجه هذه الديون من سنوات الزكاة..
- الطريق الثانية: أن تقوم جماعة من العلماء أو من أهل الخير والفضل بمبادرة شعبية للحث على فعل الخير والتكافل لتسوية هذه المعضلة، وتفتح حسابا لجمع الزكاة والتبرعات وإعطائها للدائنين الأكثر فقرا ثم الدائنين الأغنياء بعد ذلك، ومن أراد من الموسرين أن يسقط دينه لوجه الله تعالى -على غرار ما قرأت من أن أحدهم فعل قبل أسابيع حين أسقط دينه عن الشيخ الرضى مع أنه بمئات الملايين- فليفعل.
- الطريقة الثالثة: أن تقوم مبادرات خيرية اجتماعية متعددة على مستوى كل أسرة أو مجموعة، يقوم من خلالها أغنياؤها بتخصيص جزء من زكواتهم لتسديد فقرائهم ديونهم على الشيخ الرضى، ثم تسديد أغنيائهم بعد ذلك من مال الله الذي آتاهم..
فالله تعالى شرع الزكاة للغارم وهو المدين الذي لا يجد سدادا، كي يحل بها ما يترتب على عدم سدادها من مشكلات شخصية واجتماعية، فإن أضيف إلى هذا الغرم اتساعه وضخامة حجمه وكثرة المتضررين منه أصبح قضية عمومية لا ينبغي السكوت عنها بل ربما كان التحرك فيها لحلها واجبا يأثم كل من قدر عليه وتقاعس عنه لما قد يترتب على عدم حلها من مفاسد ولما يلحق أصحاب الديون فيها لاسيما ضعفاؤهم ومحتاجوهم وأيتامهم وأراملهم من الضرر والفاقة بسبب عدم سداد ديون منازلهم التي هم في أشد الحاجة إليها، وبذلك يكون دعمهم وإعانتهم ومآزرتهم حتى تسدد لهم ديونهم ولو من مال الله تعالى الذي رتب عن طريق الزكاة من أوجب الواجبات.. وتكون إثارة هذه القضية والبحث لها عن حل رشيد من أهم الفروض وآكد المروءات، على كل أحد في هذا البلد، ومن التعاون على البر والتقوى المأمور به في الشرع، أما التجاهل والسكوت والتعامي فحبله قصير ولا يمكنه أن يدوم...
من صفحة: الحسين ولد محنص