الشاعر و تحولات الزمن
الشاعر وتحولات الزمن:
الزمن عامل التغير والامحاء، سيرورته الأبدية توذن دوما بالتحول والتغير، فتغيب معالم المكان وتتبدل آثاره، ويكتهل الإنسان فتملأ التجاعيد وجهه الذي كان نضرا بهيا في سالف الأيام، ويضعف السمع والبصر ويتقارب الخطو؛ ولذا كثيرا ما بكى الشعراء أيام الشباب واستعادوا لحظات الفتوة والقوة.
إلا أن أكثر اللحظات تأثيرا تلك التي يلتقي فيها المحب من أحب، فيجد أنه أصبح شخصا آخر، وغاب الرواء والإغراء، يقول أحد الشعراء واصفا ذلك اللقاء الباعث على العبرة والموعظة:
وَمنْكِـــرَةٍ شَخْصــي وقد حَـــــال بيننـا ** سنـــونَ لهـــا فينـا جـميعــا تصَـــرّفُ
فقالـت ســؤالا كِـــــدتُ أبْــــدَؤُهــا به: ** أهــا أنت ذا عمرُو الذي كنت أعرف؟
فقلتُ: "نعم.. لا" صادقا في كليهما ** وأنشـــدتُ بيتـًـا والمدامــــــع تذرف:
تغيَّـــرت الأحْــــوال مـــا أنَــــا بالّـــــذي ** عرفـــــتِ، ولا أنْـــتِ التي كنتُ أعرفُ!
غير أن الشاعر الحساني يظل محافظا على لباقة وحسن تصرف في القول تجاه المرأة؛ فلا ينعتها بالاكتهال ولا تغير الحال، وإنما يلمح إلى ذلك بأسلوب غير جارح.
يقول محمد محمود ول حمادي:
ذَاكْ الْحَدْ الْتَعْرَفْ فِازْمانْ @@ كِنْتْ اتْرَاهْ اللِّ لُو عِمَـــــانْ
گِبْلِـتْ لِفْرِيگْ اِعْلَ جِحْدانْ @@ فَوْگْ اِزْوَيْــرَه حَاكِـــــمْ بَـلُّــو
و ِاشْماذَ يِنْشِدْ لَكْ گِفانْ @@ وِارْدَيْــــدَاتُو مَــــا يِمْـــتَــــلُّـو
أو گِدْ امْنَيْنْ اتْراهْ افْمِعادْ @@ تِبْشِـــر واعْرُوگَــــكْ يِبْـتَلُّو
عَادْ ابْبَلُّو يَخَيْ ؤعَــاد ْ @@ بَامْــــنَــاتو ثِـنْـتَـيْــــنْ ؤُوِلُّو!
وتظل دوما للغن الحساني خصوصيته وعدوله عن النموذج الأصل المتمثل في الشعر .الفصيح.
المدونة: ساما راما